الحرية – متابعة مها سلطان:
يوم الإثنين الماضي زار وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، الهند، وهي أول زيارة له منذ ثلاث سنوات، وهذه السنوات الثلاث هي الفترة التي بذلت فيها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أقصى جهدها لجرِّ الهند نحو فلك الغرب.
حول هذه الزيارة كتبت صحيفة «التايمز» البريطانية، اليوم، تقريراً مطولاً، مشيرة إلى أنها جاءت في خضم التحولات الجيوسياسية السريعة التي تعيد تشكيل النظام العالمي، حيث تستغل الصين الشرخ المتنامي بين واشنطن ونيودلهي، لتعزيز شراكتها مع الهند.
وتؤكد التايمز أنّ الصين تفضل أن ترى الهند عضواً في مجموعة «الجنوب العالمي» مستغلة المظالم المشتركة في الدول النامية ضد الولايات المتحدة من أجل تشكيل تحالفات رسمية وغير رسمية.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، قال قبل الزيارة: إنّ الصين والهند دولتان ناميتان كبيرتان وعضوان مهمان في الجنوب العالمي، والتعاون بينهما كشريكين يساعد كل منهما الآخر على النجاح، إنه الخيار الصحيح للطرفين.
ووفق التقرير، يُعد موقف الهند محورياً فيما يتعلق ببعض التحولات الجذرية في السياسة الدولية. وأعادت الصحيفة البريطانية إلى الأذهان أن الهند كانت حليفاً غير رسمي للاتحاد السوفييتي السابق إبان الحرب الباردة، الذي زودها بالسلاح، ووقفت ضد الولايات المتحدة في تفاهمها آنذاك مع الصين التي كانت منخرطة في برامجها الإصلاحية. كما وقفت ضد باكستان، التي وصفتها التايمز بأنها الوسيط الدائم بين الولايات المتحدة والصين، حيث برزت الأخيرة، منذ ذلك الحين، كأكبر منافس جيو- سياسي لأمريكا.
ومع ضعف روسيا وعزلتها، بدأت المواقف تتبدل، كما تقول التايمز، مشيرة إلى أن الهند شرعت في شراء السلاح من الولايات المتحدة، وشكّل رئيس وزرائها، ناريندرا مودي، علاقة عمل وثيقة مع ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى.
وطبقاً للصحيفة، فقد حاول الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن إضفاء الطابع الرسمي على هذه الصداقة الجديدة عبر إدخال الهند في «الرباعية» -وهو تكتل يضم إلى جانب البلدين كلاً من اليابان وأستراليا- وكلها ديمقراطيات لديها أسباب للتوجس من القوة العسكرية المتنامية للصين في آسيا والمحيط الهادي.
بيد أن ترامب انقلب، في ولايته الثانية، على الهند كما فعل مع «أصدقاء» جدد آخرين لبلاده، مثل فيتنام، خاصة فيما يتعلق بالتجارة.
وفي هذا الصدد، تتوعد الولايات المتحدة الهند بفرض رسوم جمركية على صادراتها إليها بنسبة تصل إلى 50%، وهي أعلى حتى من تلك المفروضة على الصين بموجب الاتفاق الثنائي المبدئي بين واشنطن وبكين، كما تزيد كثيراً على تلك المطبقة على باكستان، وفقاً للتايمز.
على أن الأسوأ بالنسبة للهند أنها لا تزال في طور تطوير اقتصادها- جزئياً عبر جذب الاستثمارات بعيداً عن الصين – بينما تملك الصين اقتصاد تصدير نابضاً بالحياة، ويعتبره البعض مفرطاً في قوته.
كيف تستغل الصين الخلاف الأمريكي- الهندي لتعزيز تحالفها مع نيودلهي؟

Leave a Comment
Leave a Comment