الحرية-آلاء هشام عقدة:
ظهر أول أمس “قرش الحوت” في شواطئ الساحل السوري في ظهور نادر وغريب نتيجة عوامل عديدة، بالتزامن مع ظهور حيوانات مائية على فترات أخرى، ما أثر على التنوع البيولوجي والنظام البيئي البحري.
الحوت نادر ومهدد بالانقراض
رئيس جمعية صيادي جبلة سميح كوبش، بينّ أن ظهور قرش الحوت في البحر المتوسط هو أمر نادر الحصول، ومثل هذا النوع من الحيتان مهدد بالانقراض.
وأوضح كوبش لصحيفتنا “الحرية”، أن طول قرش الحوت ١٠ أمتار، ويتغذى على العوالق، وهو أليف ولا يشكل خطراً نهائياً، سواء على المراكب أو على الأشخاص. مشيراً إلى حيوانات أخرى بدأت تظهر لم تكن موجودة سابقاً في البحر المتوسط لدينا، مثل الفقمة، والدلافين بشكل كبير حالياً في شرقي المتوسط، وظهور الحوت القاتل سابقاً. مضيفاً أنه يمنع صيد كل من الحيتان والسلاحف والدلافين، حيث يتعامل الصيادون بشكل عادي مع ظهورها.
كوبش: أمر نادر الحصول.. ومثل هذا النوع من الحيتان مهدد بالانقراض
لاعقوبات رادعة
ولفت كوبش إلى عدم وجود عقوبات رادعة لمن تخوّله نفسه صيد مثل هذه الحيتان، مؤكداً على عدم قيام أحد بذلك، أولاً حفاظاً على الرأي العام العالمي، وأيضاً لأن حجمه كبير ولحمه كثير والناس لدينا غير معتادين على طعمه.
اصطياد “قرشين”
وأشار إلى اصطياد قرشين أمس في شواطىء جبلة من نوع القرش الأبيض المتعارف عليه، وهو من الأنواع المسموح صيدها، ويبلغ وزن القرش الواحد ١٠٠ كيلو، وبيع كيلو اللحم منه بين ٩ إلى١٠ آلاف ليرة، مبيناً أن ميزاته عديدة، منها أن لحمه أبيض وطعمه مقبول وليس فيه نسبة دم نهائياً، وطري وسريع الاستواء، ولا يحتوي على ألياف، وسعره رخيص ويحتوي على فوائد كثيرة، أهمها الأوميغا ٣.
أمر مرعب
الصياد محمد زمزم الذي شهد هو ورفاقه على وجود قرش الحوت، ذكر في تصريح لصحيفتنا ” الحرية”: ” كنا نصطاد ليلاً في البحر أنا ومجموعة من الصيادين كما اعتدنا يومياً بين شواطئ اللاذقية وجبلة، حيث نقوم بالاصطياد على الضوء. شعرنا بشيء غريب يضرب ا”لفلوكا”، وعندما نظرنا لأول مرة لم نستوعب ما رأيناه، حوت بهذه الضخامة كان أمراً مرعباً، وخاصة أننا بالبداية لم نميز ما هو الشيء الذي ارتطم بنا”.
وأضاف: أستطيع تقدير وزن الحوت بما يقارب ٣ أطنان وطول “الفلوكا” لا يتجاوز ٦ أمتار، و هو أكبر من هذا الطول بكثير، ولم نستطع متابعة وجهته، لكنه توجه إلى شواطئ جبلة.
سليمة: لم يسجل وجود هذا القرش في التاريخ من قبل في البحر المتوسط سوى منذ أربع سنوات
أسباب عديدة وراء غزو الحيوانات البحرية لشواطئنا
الباحث البيئي مضر سليمة، بين أنه لم يسجل وجود هذا القرش في التاريخ من قبل في البحر المتوسط، سوى منذ أربع سنوات، أي في العام 2021، إذ شوهد في الشواطئ المقابلة للواء اسكندرون، وهذه هي المشاهدة الثانية الموثقة لهذا النوع.
وأضاف سليمة لصحيفتنا ” الحرية”: نحن ندرس هجرة هذه الأنواع وأثرها على بيئاتها الجديدة، وما أستطيع قوله في هذا المجال إنه وبسبب التغيرات المناخية، فإن درجة حرارة كوكب الأرض ترتفع لأسباب عديدة، أهمها النشاط البشري، ونتيجة لذلك توسّع الأنواع التي اعتادت على العيش في الأوساط الدافئة مناطق انتشارها وتظهر في مواقع جديدة، وهذه المشكلة تؤثر سلباً على المناطق المغذية.
إذ إنها إضافة لتغير بيئاتها الأصلية، فهي تتعرض للمزاحمة من الأنواع الجديدة الغازية، وعلى الأرجح أن هذا القرش دخل المتوسط كحيوان غازٍ عبر قناة السويس، وهنا يظهر مجدداً دور الإنسان كعامل يسرّع الغزو، رغم أن قناة السويس افتتحت في العام 1859، إلا أننا لم نكن نلمس تلك الهجرات الواسعة، وربما إن تطوير القناة الذي حدث في العام 2015 يسرّع حالياً ويسهّل عبور عدد أكبر من الأنواع الغازية للبحر المتوسط، إذ قامت مصر بشق تفريعات جديدة لدعم القناة القديمة وهي أكثر عرضاً وعمقاً.