برج إسلام… لؤلؤة ساحل اللاذقية المنسية بانتظار من يكتشفها

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – نهلة أبوتك:

على بُعد نحو 15 كيلومتراً شمال مدينة اللاذقية، تتربّع قرية برج إسلام فوق تلة ساحلية ترتفع قرابة 50 متراً عن سطح البحر، مطلة على مشهد بانورامي يأسر الأنظار نحو الأفق الغربي.
هي قرية بحرية عريقة تجمع بين البساطة وبهاء الطبيعة، تمتلك كل مقومات السياحة المستدامة، لكنها ما تزال خارج دائرة الاستثمار الفعّال، وكأنها كنز ينتظر من يكتشفه.

طبيعة خلابة وموقع استراتيجي..

تتميّز برج إسلام بطبيعتها الهادئة وشواطئها التي تجمع بين الصخر والرمل النظيف الممتد بعيداً عن صخب المدن.
مياهها الزرقاء الصافية ومناخها المعتدل جعلاها مقصداً مثالياً للراحة والاستجمام، بينما تحيط بها بيارات الليمون والمزروعات المتنوعة التي تضفي على المكان طابعاً زراعياً فريداً وتمنحه مزيجاً متناغماً من خضرة الأرض وزرقة البحر.
قربها الجغرافي من مدينة اللاذقية يجعل الوصول إليها سهلاً، ويعزز من فرص دمجها ضمن المسارات السياحية الساحلية الرسمية.
أما طبيعتها الصخرية النادرة فقد جعلت منها مقصداً لعشاق الاكتشاف والمغامرة، لاسيما بعد اكتشاف كهف مائي نادر بين بلدتي البدروسية والسمراء المجاورتين للقرية.
هذا الكهف الذي اكتشفته الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق قبل فترة، حظي باهتمام إعلامي كبير، إذ يمتاز بمدخلٍ صخريٍّ مائي ضخم، وسُجلت فيه آثار لفقمة الراهب المتوسطية النادرة التي لم تُشاهد في المياه السورية منذ عقود.
ويُعد هذا الاكتشاف فرصة حقيقية لتنمية السياحة البيئية والبحرية المتخصصة في المنطقة، من خلال رياضات الغوص والاستكشاف ومراقبة الكائنات البحرية النادرة.

اهتمام متجدد من وزارة السياحة..

شهدت الفترة الأخيرة اهتماماً متزايداً من وزارة السياحة لتنشيط الواقع السياحي في المناطق الواعدة، ومن بينها قرية برج إسلام التي أُدرجت ضمن خطة الوزارة لدعم الاستثمار المحلي والمشاريع البيئية الصغيرة.
وفي تصريح خاص لصحيفة “الحرية”، أكد مدير السياحة في اللاذقية المهندس فادي نظام أن الوزارة تولي اهتماماً متزايداً بالسياحة في المحافظة لما تملكه من مقومات طبيعية وموقع متميز، موضحاً:
نحن نعمل بالتنسيق مع الجهات المحلية على تحسين البنية التحتية وتشجيع إقامة منشآت سياحية تتناسب مع البيئة البحرية.
برج إسلام تمتلك إمكانات كبيرة تؤهلها لتكون وجهة نوعية على الساحل السوري، وهناك خطوات عملية لتحسين الخدمات وتشجيع الاستثمارات المحلية فيها.

بين هموم الأهالي وآمال النهوض..

في إحدى الاستراحات المطلة على البحر، تحدث إلينا أبو مهند، أحد أصحاب المنشآت السياحية الصغيرة في القرية، قائلاً:
برج إسلام جميلة بطبيعتها وموقعها، لكننا بحاجة إلى دعم بسيط في الخدمات.. تعبيد الطرق، إنارة الشوارع، وتحسين النظافة العامة. لدينا زوار من مختلف المناطق، لكن غياب البنية التحتية يجعل الموسم قصيراً جداً، لو وجد الاهتمام الكافي فستصبح القرية من أجمل المقاصد الساحلية.
من جهته، دعا المواطن ماهر داوود، أحد أبناء القرية، إلى إعادة النظر بملفات الاستملاك السياحي القديمة التي شملت أجزاء من الأراضي الزراعية، قائلاً:
نحن لا نعارض الاستثمار، بل نريده أن يكون عادلاً ومتوازناً، كثير من العقارات تم استملاكها قبل سنوات ولم تُستثمر حتى اليوم، من حقنا أن يُعاد النظر بهذه الملفات لتُستثمر بالشكل الصحيح، بما يعود بالنفع على الأهالي والمنطقة معاً.

طريق النهوض السياحي..

يرى المختصون أن النهوض ببرج إسلام يبدأ بخطوات متكاملة تشمل:
تطوير البنية التحتية، تعبيد الطرق وتحسين الإنارة وشبكات الصرف الصحي.. وتعزيز الخدمات السياحية، إقامة منشآت خفيفة وشاليهات صديقة للبيئة.
إضافة إلى تنظيم الشاطئ وتجهيز ممرات للمشي ومناطق جلوس للعائلات ومواقع للأنشطة البحرية.
والترويج السياحي إدراجها ضمن الحملات الوطنية والمنصات الإلكترونية.
وهناك تحفيز الاستثمار المحلي ومنح تسهيلات للمستثمرين وأبناء القرية لإطلاق مشاريع بيئية صغيرة.

وجهة واعدة تنتظر الدعم..

من شواطئها النظيفة وبياراتها الخضراء إلى كهفها البحري النادر تبقى برج إسلام واحدة من أجمل قرى الساحل السوري وأكثرها قابلية للنهوض.
هي لؤلؤة مخفية بين موجٍ وزرع، تنتظر من يمدّ إليها يد الاهتمام لتستعيد بريقها على خريطة السياحة السورية كوجهة تجمع بين الجمال والسكينة والفرص الواعدة.

 

Leave a Comment
آخر الأخبار