لقاء مفتوح يجمع صحفيي حلب بوزير الإعلام لعرض مطالب وتحديات وآفاق تطوير العمل

الحرية ـ أنطوان بصمه جي:

شهدت قاعة المؤتمرات في مبنى محافظة حلب، ظهر اليوم الأحد، لقاءً مفتوحاً جمع الصحفيين والإعلاميين والمؤثرين العاملين في محافظة حلب مع وزير الإعلام السوري الدكتور حمزة المصطفى وكوادر الوزارة ومحافظة حلب.
واستمر اللقاء لأكثر من ساعتين، والذي جاء بمبادرة من محافظة حلب ومديرية الإعلام، بهدف نقل هموم وتحديات القطاع الإعلامي والعاملين فيه بمحافظة حلب التي شهدت دماراً كبيراً خلال سنوات الحرب.

تحديات ميدانية ومطالب ملحة

تركزت مطالب المجتمعين على جملة من القضايا الحيوية التي تواجه الصحفيين بحلب في مقدمتها دعم المؤسسات الإعلامية المحلية، حيث طالب الصحفيون بضرورة تقديم دعم مادي وفني ولوجستي للمؤسسات الصحفية والإذاعية والتلفزيونية المحلية، لتمكينها من الاستمرار وتطوير أدائها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وشملت المطالب على أهمية تبسيط إجراءات الحصول على التصاريح الصحفية وتجديدها وتسهيل الحصول على البطاقة الصحفية، والتطرق حول ضرورة تحقيق التوازن بين ضمان حرية التعبير والوصول إلى المعلومات من جهة، ومسؤولية الصحفي في نقل المعلومة الدقيقة والموضوعية وخدمة المصلحة العامة في تحقيق مفهوم المواطنة الفاعلة، والحاجة الملحة لبرامج تدريبية متخصصة لرفع كفاءات الصحفيين المحليين، خصوصاً في مجالات الصحافة الاستقصائية، والصحافة الرقمية، والتحقق من المعلومات، والتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، ونبذ الخطاب الطائفي وخطاب الكراهية.

الإعلام رافعة أساسية للمجتمع

وفي معرض رده على الاستفسارات أكد وزير الإعلام أن دعم الإعلام في محافظة حلب، باعتبارها إحدى أهم مدن البلاد، يأتي في صدارة اهتمامات الوزارة، ووعد بدراسة آلية عملية لتقديم دعم ملموس للمؤسسات المحلية، وتسهيل الإجراءات ودراسة معوقات الإجراءات والعمل على تبسيطها بشكل عاجل، والعمل على خطة لتكثيف ورشات العمل والبرامج التدريبية المخصصة لصحفيي حلب خلال الفترة القادمة.
وشدد الوزير المصطفى على التزام الوزارة بحرية الصحافة المنضبطة بالمسؤولية والقانون ومتابعتها، ودعا إلى تعزيز ثقافة الحوار البناء والصحافة المهنية التي تخدم استقرار المجتمع وتماسكه في مرحلة التعافي.
وكشف وزير الإعلام أن الإعلام رافعة أساسية لتأسيس دولة المواطنة مع الحفاظ على سردية الحرب التي شارك بها الصفحيون والنشطاء، مبيناً أن الإعلام الرسمي كان عبارة عن مدونة ينشر فيها التصريحات الرسمية مع استضافة بعض الشخصيات الروتينية الأمر الذي انعكس على المؤسسات الحكومية بضعف الأداء لسبب غياب الرقابة، موضحاً أنه يتم العمل حالياً على تأسيس إعلام بمختلف درجاته من حكومي ورسمي وعام وإيجاد نوع من الشراكات مع القطاع الخاص.

خطط قيد التخطيط

وأوضح الدكتور مصطفى أن الوزارة عملت على إعادة هيكلة الإعلام الرسمي الحكومي بغية الوصول إلى إعلام عام ليكون صوت الحكومة والمجتمع للوصول إلى الحقيقة، حيث يتم العمل على تأسيس مدينة إعلامية التي تؤسس لتعددية إعلامية (أجنبية وعربية) تعمل في الساحة السورية، وإعادة العمل على إطلاق الوكالة العربية السورية للأنباء سانا وإطلاق إذاعة دمشق وصحافة ورقية مطبوعة وفي نهاية العام الجاري سيتم إطلاق عمل الفضائية السورية، مشيراً إلى أن أرقام متابعة الجمهور في وسائل الاتصال الرسمي هي حقيقية ويجب تطويرها لإعادة الثقة بين المتابعين والوسائل الرسمية.

أرقام موثقة

وفيما يتعلق باختيار الضيوف في البرامج الإعلامية والتحليلات السياسية كشف وزير الإعلام أن اختيار الضيوف يقوم على فكرة الاستيعاب وتقليل الخضومة وتحييد المتابع من الخطاب الطائفي، مستعرضاً أداء عمل وزارة الإعلام بتسهيل دخول 1500 زائر صحفي أجنبي وعربي وترخيص 3500 مؤسسة إعلامية وتسهيل عمل 40 وسيلة عربية في الساحة السورية، ومبيناً وجود ما يقارب 700 إعلامي شهيد خلال الثورة السورية وأن الوزارة تعمل على تنفيذ مبادرات تقع ضمن المسؤولية الاجتماعية للوزارة.
يأتي هذا اللقاء في وقت تشهد فيه حلب حراكاً إعلامياً متزايداً، يعكس عودة الحياة تدريجياً إلى المدينة، ويبرز الحاجة الماسة لدعم وتطوير قطاع الإعلام المحلي ليكون قادراً على مواكبة هذه التحولات وتسليط الضوء على إنجازات التحدي وإعادة البناء.

تصوير: صهيب عمراية