الحرية:
تقول اللوحة: عندما تخرج من الإطار الذي صنعوه لك، ستندهش وستندم على كل لحظة عشتها فُرضتْ عليك بمُسمّى «الأُطر والتقاليد».
توضح اللوحة صورة فتى في العقد الأول أو الثاني من العمر، تبدو عليه ملامح الدهشة والتوجس، والخوف من الخارج، كنوع من فوبيا الأماكن المفتوحة، أما الأوصاف الخارجية للفتى فتشير كلها إلى حالة الفقر والحرمان التي كان يعاني منها، وربما ملامح العبودية والخضوع واضحة وجلية أيضاً، وهذا أمر طبيعي جداً، لأنّ ردة فعل الفتى وهو يحاول التملص من الإطار الذي وضع فيه تصور بجلاء الحالة القبلية للفتى «أي، قبل محاولة الخروج من الإطار».
إن محاولة الانعتاق من الإطار لم تكن يسيرة، ولا حرة، بل كانت ردة فعل عنيف عن وضع عنيف سابق، ومقاومة شديدة ضد هيمنة شديدة سابقة، وأغلب الظن أن يكون الفتى في فترة المراهقة العمرية، لأن الأطفال قبل هذه المرحلة يكون عليهم، كعرف اجتماعي، تقليد ومحاكاة من هم أكبر منهم سناً في المجتمع، والذين يخضعون، بدورهم، إلى من هم أكبر منهم سواء من حيث السن أو من حيث المكانة الاجتماعية، أو من حيث المرجعية التاريخية، أما الفتى في مرحلة المراهقة فيكون أقرب إلى تجاوز بعض العادات الاجتماعية، والسلوكيات العرفية التي تنتشر، كقانون طبيعي، ينظم سير المجتمع، وهذا ما يسمى بـ«طيش المراهقة» أو «التمرد الاجتماعي للمراهق».