الحرية – دينا عبد:
اعُتبرت “العربيزية” في بداية ظهورها صيحة شبابية ستزول بعد فترة، لكنّها للأسف تحوّلت عندهم إلى أداة أساسية للتواصل فيما بينهم حيث انتشرت بين الفئات العمرية كافة.
تأثيراتها السلبية
وفيما لا يزال الحديث خجولاً ونادراً عن هذه الظاهرة وتأثيراتها السلبية الكثيرة، ووفقاً لمدرسة اللغة العربية جميلة سلوم فان «العربيزية» تنتشر بسرعة هائلة وتدمر قواعد اللغة العربية وتترك المجال واسعاً لنشوء جيل لا يفقه من لغته الأم شيئاً إلا ما يضطر الى حفظه مجبراً في المدرسة.
د. عبيد: هجينة بلا هُويّة استحدثها العرب المغتربون لتلبّي احتياجاتهم
مواكباً للتطور
فيما اعتبر ماهر الأصفري-موظف- أن ظاهرة «العربيزية» ارتبطت بظواهر أخرى على سبيل المثال أن من يستخدم هذه اللغة يُعتبر عصرياً ومواكباً للتطوّر، فيما من يستخدم اللغة العربية في مراسلاته يُعد غير متحضر أو كما يسمى
( دقة قديمة).
دخيلة على اللغة العربية
واعتبرت د. نسرين عبيد ( كلية الآداب قسم اللغة العربية) أن “العربيزيّة” دخيلة على لغتنا العربيّة، فضلاً عن أنّها دخيلة على اللّغة الإنكليزيّة أيضاً ، فهي لغة هجينة بلا هُويّة، استحدثها العرب المغتربون لتلبّي احتياجاتهم في مرحلة محدّدة من مراحل تطوّر لغات الإدخال في لوحات مفاتيح الأجهزة الذكية مؤكدة أنها لا تدعم فكرة وجود إيجابيات لهذه الظّاهرة في الوقت الحاضر على الأقلّ، مبينة أن بعض من يستعملونها يرون فيها بديلاً للّهجة العاميّة المقيتة أوّلاً وتدرأ عنهم السخرية التي قد يتعرّضون لها إذا ما كتبوا باللّغة العربيّة الفصيحة الّتي لا يتقنونها أبداً ثانياً، مضيفة: أمّا سلبياتها فأكثر من أن تعدّ، وليس أوّلها أنّها لم تعد لغة خاصّة بالكتابة على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، بل تجاوزتها لتصل إلى بعض المكاتبات الرّسميّة كالامتحانات والاستمارات، فضلًا عن أنّ استعمالها يستدعي بالضّرورة فقدان مستخدمها العربيّ كثيراً من معالم هويّته وثقافته مع مرور الوقت.
وهنا تتساءل د. عبيد كما في كلّ مرّة: هل يستعمل الإنكليز الحروف العربيّة في كتابة معانيهم الإنكليزيّة، كما يستعمل العرب الحروف الإنكليزيّة في كتابة معانيهم العربيّة؟!
أم أنّ التّقليد الأعمى وحده هو ما يحرّك أفعالهم وأقوالهم؟!
واختتمت د. عبيد حديثها لصحيفة “الحرية” بالتحذير من الافراط في استخدام هذه اللغة حتى لا ينسى شباب المستقبل لغتهم الأم ويقعوا ضحية الغزو الثقافي، لافتة إلى دور الأسرة والمدرسة في التركيز باللغة العربية والتذكير بها.