مبادرة “بدنا نضوّيها” تعيد النور إلى شوارع ديرعطية

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – علام العبد:

في ظل النقص الحاد في التيار الكهربائي؛ أطلق “تجمّع أحرار دير عطية” مبادرة نوعية تحت عنوان “بدنا نضوّيها”، تهدف إلى إعادة الإنارة لشوارع المدينة من خلال تركيب وحدات إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، في خطوة تسعى إلى تحسين واقع الحياة الليلية وتعزيز شعور السكان بالأمان.
وقال مسؤول لجنة تنظيم التجمّع سامر المصري في تصريح لـ”الحرية”؛ إنّ المبادرة تسعى إلى إنارة الشوارع الرئيسة والفرعية، ومحيط المؤسسات الحكومية، والمدارس، ودور العبادة، والأسواق، ومداخل المدينة ومخارجها، مشدداً على أن كل ضوء سيحمل رسالة أمل وولادة جديدة لمدينة حرمت طويلاً من الخدمات الأساسية.
وأضاف المصري أن الهدف لا يقتصر على الإنارة فحسب، بل يشمل أيضاً تعزيز الأمان والسلامة العامة ليلاً لأهالي المدينة، ودعم التوجّه نحو الاعتماد على الطاقة المتجددة، والتقليل من استهلاك الكهرباء التقليدية، موضحاً أنّ غياب الإنارة يضاعف من مخاطر السرقة، ويجعل التنقل ليلاً في المدينة أمراً بالغ الصعوبة.
وأوضح أن التجمّع حصل مسبقاً، وقبل إطلاق المبادرة، على الموافقات الرسمية من لجنة تصريف الأعمال والمجلس البلدي في ديرعطية. مشيراً إلى أن الخطوة التالية كانت الإعلان عن مناقصة علنية عبر صفحة التجمّع على فيسبوك، ما أتاح المجال أمام الموردين لتقديم عروضهم بشفافية، وبناء على ذلك تمّ اختيار العرض الأنسب من حيث السعر والجودة.
وفيما يتعلق بتمويل المبادرة، أكّد المصري أن التنفيذ يتم بدعم مباشر من أبناء وسكان ديرعطية، المقيمون منهم والمغتربون، لافتاً إلى أن الثقة المتبادلة بين المتبرعين والتجمّع شكلت أساساً صلباً للبدء بالمشروع، مشيراً إلى أنه يتم إصدار إيصالات رسمية عند استلام أي تبرعات، مع نشر تقارير شفافة ومفصلة عن المبالغ ومصادرها عبر الصفحة الرسمية للتجمّع.
من جانبه، أوضح المشرف الفني وعضو التجمّع المهندس مصطفى الصوصو، أنّ المشروع خضع لدراسة دقيقة قبل إطلاق المبادرة، تم خلالها تحديد الأماكن ذات الأولوية للإنارة، بما يشمل الشوارع والمناطق الحيوية والمؤسسات الحكومية، مشيراً إلى أن التجمّع خطط لتركيب أكثر من 300 وحدة إنارة بالطاقة الشمسية بقدرات متنوعة تتراوح بين 400 واط و1200 واط.
وكشف الصوصو عن تنفيذ مرحلة تجريبية ناجحة بتاريخ 25 أيار الماضي، تمّ خلالها تركيب ست وحدات إنارة في المنطقة الجنوبية من المدينة، أعقبتها انطلاقة المرحلة الأولى رسمياً يوم الثلاثاء 17 حزيران، بمشاركة عدد من المتطوعين، وبالتعاون مع شركة كهرباء دير عطية التي زوّدت الفريق برافعة لتركيب الأجهزة على الأعمدة المرتفعة.
يذكر أن التنفيذ بدأ من ساحة الحمّام حيث تم تركيب وحدتان بقدرة إجمالية تبلغ 1200 واط، ثم انتقلت الأعمال إلى حارة المسرح، حارة الكنيسة، وزقاق الشمس، على أن يستمر فريق العمل بتركيب الوحدات وفق الخطة، مع تسليم كل مرحلة منجزة للمجلس البلدي.
وفي ختام تصريحه، أوضح الصوصو أن وحدات الإنارة ستعمل يومياً لمدة لا تقل عن 10 ساعات، عبر أنظمة تشغيل ذكية تعمل تلقائياً عند غروب الشمس، ما يجعل المبادرة نموذجاً عملياً لتحسين الخدمات العامة من خلال مبادرات أهلية مستدامة.

Leave a Comment
آخر الأخبار