مبادرة “وجهتك الأكاديمية”.. تجربة عملية وتفاعلية لطلاب الثانوية نحو المستقبل الجامعي

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – سراب علي:
تواصل مبادرة “وجهتك الأكاديمية” فعالياتها لليوم الثالث في المكتبة المركزية بجامعة اللاذقية، مستقبلة طلاب الشهادة الثانوية العامة بكل فروعها، وسط حضور لافت لطلاب السنوات الجامعية المتقدمة وأساتذة من مختلف الكليات, وطلاب الشهادة الثانوية.
وتسعى المبادرة التي انطلقت منذ يومين لتكون جسراً بين المدرسة والجامعة لتوضيح صورة الاختصاصات الجامعية وآفاق العمل، وتقديم النصيحة المباشرة للطلاب المقبلين على مرحلة جديدة من حياتهم العلمية.

الفهم العميق

“الحرية” واكبت الفعالية واستطلعت آراء المشاركين والطلاب الزائرين، وعن الرسالة والهدف من تواجد كلية الآداب بجميع أقسامها في هذه المبادرة أكدت النائب العلمي لكلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتورة فاطمة بلة أن المبادرة تهدف إلى فتح آفاق المعرفة أمام طلاب الشهادة الثانوية لمساعدتهم على اختيار التخصص الأنسب، إذ إن التخصص يبدأ من الفهم العميق لرسالة الكلية وأهدافها ورسالتها في بناء الإنسان وخدمة المجتمع، مشيرة إلى أن كلية الآداب تشارك بأقسامها الثمانية لتعريف الطلاب برسالتها ودورها في خدمة المجتمع.

كسر الصورة النمطية

أما في قسم اللغات، فقدمت الدكتورة ناريمان صالح (قسم اللغة الفرنسية) لمحة عن الحضارة الفرنسية والخطة الدراسية منذ السنة الأولى حتى الرابعة، مؤكدة أن هذا الاختصاص يفتح آفاقاً واسعة أمام الطلاب سواء في متابعة الدراسات العليا أو في سوق العمل.
كما أوضحت الطالبة لما إبراهيم (دراسات عليا – لغة إنكليزية) أن دراسة الأدب الإنكليزي تساعد على “فهم الثقافة البريطانية من خلال الأدب والروايات، وكسر الصورة النمطية المأخوذة عن هذا التخصص”.

في قسم علم الحياة، تحدثت الطالبة ميس عميري (أحياء دقيقة) عن دورهم في مساعدة الطلاب على اختيار التخصص المناسب، معتبرة أن مشاركتهم تمثل “دور الأخ الكبير الذي يشارك الخبرة مع طلاب الثانوية”.

حضور عسكري

وشارك في الفعالية أيضاً العميد الركن محمد مخباط من قيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي، حيث تحدث عن شروط الالتحاق بالكليات العسكرية البحرية، موضحاً أنها توفر للطالب ميزات علمية ومادية، إضافة إلى فرص البعثات الخارجية، فضلاً عن رسالتها الوطنية في حماية الساحل السوري.
مشيراً إلى أن المبادرة تجربة عملية وتفاعلية تساعد طلاب الثانوية على عبور البوابة الجامعية بخطوات واثقة ورؤية أوضح لمستقبلهم.

الفلسفة.. فكر يرتبط بالواقع

المعيدة رشا زملوط (قسم الفلسفة – طالبة دكتوراه) شددت في حديثها للطلاب على أن الفلسفة ليست دراسة نظرية فقط، بل هي مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي والفلسفة الأخلاقية، ولفتت إلى أنه في مرحلة إعادة إعمار سوريا، يصبح للفلسفة دور محوري في تعزيز قيم الأخلاق، والحفاظ على البيئة، ودعم أخلاقيات المهن كالطب والهندسة.

بين الابتكار وحاجة السوق

وفي قسم الهندسة الطبية عرض طلاب السنتين الرابعة والخامسة مجموعة مشاريع نفذها طلاب السنوات المتقدمة، منها أجهزة أطراف صناعية وأصابع سيليكونية، وأنظمة تنبيه دوائي للمسنين، وأشار الطالب المشارك عدي الفهد (سنة خامسة) إلى أن الهدف هو تعريف طلاب البكالوريا بكيفية الدخول إلى الفرع وماهية الهندسة الطبية، التي تجمع بين الأفكار الطبية والهندسية وتحول لغة الطبيب إلى لغة هندسية عملية، مؤكدًا أن من يرغب في هذا الاختصاص يجب أن يمتلك روح الابتكار والرغبة في التطوير.

البحر بكل تفاصيله

وفي قسم الهندسة البحرية، عرض المشرف محمد سقسق مجسمات تحاكي بواخر محملة وأحواضاً عائمة وسفناً شراعية قديمة، موضحاً آلية الدراسة وتسهيلات القسم، مشيراً أن تواجده و عدد من الطلاب بهدف تعريف طالب الثانوية العامة منذ البداية بآفاق التخصص، وما يمكن أن يقدمه بعد التخرج من مشاريع مهمة على الصعيد البحري.

العمارة والفن التشكيلي

بدوره ، استعرض الطالب علي عدنان يوسف (سنة خامسة – عمارة) لوحات ومجسمات معمارية، وشرح للطلاب التدرج الدراسي في القسم من السنة الأولى حتى التخرج، مشيراً إلى الصعوبات التي قد تواجه الطالب وكيفية تطوير مهاراته عبر السنوات.

زادت حماسنا

هذا وأجمع طلاب الشهادة الثانوية الذين زاروا الفعالية على أن المبادرة تساعدهم في تكوين صورة واضحة عن مستقبلهم الأكاديمي، مشيرين إلى أن التجارب العملية التي شاهدوها زادت من حماسهم لاختيار اختصاص محدد، فيما رأى آخرون أن اللقاء المباشر مع طلاب السنوات المتقدمة والأساتذة قد أزال الغموض حول طبيعة الدراسة الجامعية ومتطلباتها.
وقال الطالب عمار العلي الحاصل على مجموع وقدره ٢٣٤ في الثانوية العامة الفرع العلمي أن هذه المبادرة تقرب الطلاب من واقع الجامعة واختصاصاتها، حيث لم تقتصر على الشرح النظري بل جمعت بين المعرض العملي، الحوار المباشر، وهنا يمكن أن نستثمر هذا الشيء في ترتيب أفكارنا لاختيار الفرع الذي يناسب ميولنا.
وأضافت كل من الطالبتين حنين عمار و علياء العمري من الفرع الأدبي: تعاملوا معنا كأبناء و إخوة وقدموا لنا النصيحة بواقعية و بطريقة قريبة من أفكارنا لنحسن الاختيار للاختصاص الذي نرغب بطريقة واعية و مدروسة.
وأشار الطالب عبد الرحمن عبدو الحاصل على مجموع وقدره ٢٢٧ في الفرع العلمي أنه كان مترددًا بين الهندسة المعمارية والمدنية لكن بعد الحوار مع طلاب السنوات المتقدمة أصبح لديه تصور واقعي عن الصعوبات والفرص.

Leave a Comment
آخر الأخبار