على مدى 25 عاماً وحكومة النظام المخلوع تلعب على وتر الوعود غير الصادقة، إزاء تنفيذ محطات معالجة لمياه الصرف في مدن السويداء الرئيسية “السويداء- شهبا- صلخد”، والتي للأسف بقيت مُدرجة كل هذه السنين على الورق ضمن خطط وزارة الموارد المائية، لكونه لم يكن لديها أي نية جدية بتنفيذ أي منها.
فتهرب الحكومة آنذاك من مسؤولياتها إزاء مواطنيها، وإغفالها بما سببته لهم هذه المياه من أضرارٍ كبيرة بالبيئة طوال هذه السنين، أوجد واقعاً بيئياً سيئاً للغاية في العديد من قرى وبلدات المحافظة.
وأول هذه الأضرار، كان من نصيب القطاع الزراعي، فعشرات الدونمات الزراعية خسرها أصحابها زراعياً وإنتاجياً، لكونها لم تعد صالحة للزراعة على الإطلاق، بسبب تلوثها بمياه الصرف الصحي على مدار الساعة، بينما الخطر البيئي الأكبر، والذي لم تعره حكومة النظام البائد أي اهتمام، هو تحول العديد من الأودية المغذية للسدود إلى مصبات دائمة لهذه المياه، علماً أن بعضها يُستخدم لمياه الشرب، وهنا تكمن الطامة الكبرى، وعلى الرغم من أضرار هذه المياه البيئية، وأخطارها الصحية، والتي لم تكن خافية على أحد، إلا أن ذلك لم يحرك أي حس بالمسؤولية عند متلقيها من حكومة النظام البائد.
وحالياً المطلوب من الحكومة الجديدة، و التي أصبح يعول عليها الكثير من المواطنين القاطنين في هذه المنطقة، وخاصة في المرحلة القادمة، أن تولي محطات المعالجة كل الاهتمام، وأن تضع إحداثها في سلم أولوياتها، طبعاً نحن نعلم أنها لن تسطيع أن تنجزها بين ليلة وضحاها، وخصوصاً أنها ورثت تركة متهالكة للغاية، لكن وضع اللبنة الأولى لهذه المحطات، بالتأكيد سيمهد الطريق لاستكمالها مستقبلاً في حال توافر الاعتماد المالي اللازم لها، وخصوصاً أن إحداثها بات ضرورة ملحة، ولاسيما في ظل الواقع البيئي المتفاقم يوماً بعد يوم في معظم قرى وبلدات المحافظة.
محطات على الورق

Leave a Comment
Leave a Comment