الحرية- طلال الكفيري:
لم تكن الهطولات المطرية، التي بقيت أدنى من معدلها السنوي لهذا الموسم مُشجعة لمزارعي الحمص للقيام بزراعة كامل أراضيهم المعدة لزراعتها بهذا المحصول، والبالغة حسب خطة مديرية زراعة السويداء حوالى 33 ألف هكتار، ولاسيما أنّ زراعتها تأتي متأخرة.
عدد من الفلاحين أشاروا لصحيفة الحرية إلى أنّ الكثيرين منهم عزفوا هذا الموسم عن زراعة كامل أرضيهم،والتي تبدأ عادة مع منتصف شهر آذار ولغاية شهر نيسان، وهذا العزوف مرده إلى قلة الهطولات المطرية هذا الموسم. والإقدام على الزراعة يعد بمنزلة المغامرة المالية، جراء عدم قدرتهم على تسديد الالتزامات المالية الناتجة عن تكاليف الإنتاج المرتفعة في حال لم يتم جني المحصول، الأمر الذي سيوقعهم في عجز مادي كبير، وخاصة أنّ أراضيهم هي مصدر رزقهم الوحيد.
وأضافوا: إنّ زراعة كامل أراضيهم تكون في حال توافر مخزون رطوبة كافٍ بالتربة، وهذا الأمر يحتاج إلى هطولات مطرية جيدة خلال شهري كانون الثاني وشباط، وهذا الشرط لم يتحقق على الإطلاق، فالمساحات التي تمت زراعتها بمحصول الحمص لم تتجاوز نسبتها 6 بالمئة من خطة مديرية زراعة السويداء المذكورة آنفاً، علماً أنّ زراعة الحمص تتركز بشكلٍ أساسي في قرى المنطقة الشرقية من المحافظة.
الخبير بالشؤون الزراعية في السويداء الدكتور بيان مزهر ، ذكر لصحيفة الحرية أن زراعة الحمص تبدأ متأخرة في المناطق الشرقية بالسويداء، وللحصول على مردودية إنتاجية جيدة، من المفترض ألّا تقل نسبة الرطوبة الأرضية عن 60 سم، وهذا للأسف لم يتحقق في فصل الشتاء، الأمر الذي أدى إلى بقاء أكثر من 90 بالمئة من الأراضي المعدة لزراعة الحمص بوراً، وهذا بالتأكيد ستكون له انعكاسات سلبية على الواقع المعيشي للفلاحين في هذه المناطق، لكون اعتمادهم الأساسي على الزراعة.
يشار إلى أنّ إنتاج المحافظة من الحمص الموسم الماضي بلغ حوالي 11 ألف طن، و تحتل السويداء المرتبة الأولى على مستوى القطر بإنتاج الحمص.