مشاركة الجميع حسب الكفاءات الطريق الوحيد إلى سوريا المنشودة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – فردوس دياب: 
تتزاحم الأفكار والرؤى حول شكل سوريا الجديدة التي ينشدها السوريون بعد عقود من الطغيان والفساد، تحولت فيها الدولة إلى مزرعة خاصة للنظام البائد وأعوانه.
لابد لنا، ونحن على أبواب مؤتمر حوار وطني، التأكيد على مشاركة جميع السوريين ومن كافة الشرائح والنخب والأطياف، للخروج بملامح الدولة التي يطمحون لبنائها على أسس وركائز صلبة ومتينة، تحمي حقوقهم وتصون كراماتهم وتصوغ مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.

لوحة الوطن الجميلة
لمقاربة طموحات الشعب السوري الذي يشق طريقه إلى وطنه الذي على وشك أن يولد من جديد، التقت صحيفة ” الحرية ” الدكتورة رشا شعبان الأستاذة في كلية الآداب بقسم الفلسفة في جامعة دمشق، التي تحدثت عن بعض مخاضات ولادة سورية المستقبل والأمل والوطن، حيث أكدت أن سوريا المدنية التي
ننشدها لا يتحقق وجودها إلا من خلال مشاركة كافة أطياف المجتمع في بنائها، وهذه حقيقة تاريخية لا بد أن نعيها جيداً، فلا يمكن أن تكون لوحة الوطن جميلة، إلا إذا كانت تضم كل ألوان الطيف السوري، لأن هذا الذي كان يميزها أو يثريها  على مدى عقود من الزمن، برغم محاولات النظام البائد طمسها على حساب مصالحه الشخصية.

الدكتورة شعبان: الحوار الوطني فرصة تاريخية لرسم لوحة وطن بأنامل أبنائه     

حوار وطني
وأوضحت الدكتورة شعبان أن أهم مرحلة يجب الوقوف عليها، هي أننا تخلصنا من وهم ” الدولة العلمانية المدنية”، التي كانت بالأساس تدعي في عهد النظام البائد بأنها دولة علمانية، ودولة تفصل ما بين الدين والسياسة، أو الدولة التي تدعي أنها تحمي الأقليات، في حين أنها  كانت تستغل الجميع لتكريس وجودها أكثر، مضيفة أن مفهوم الأكثرية والأقلية، ما هو إلا ابتداع النظام الذي عمل على تجسيد وتكريس كل ما هو طائفي، لحماية نظامه وليس لحماية الدولة ككل .


وقالت الأستاذة الجامعية: إننا اليوم أمام فرصة تاريخية لبناء سوريا المنشودة، التي تعكس التنوع المجتمعي الحقيقي لأبنائها، والذي يجب أن يتمثل في ولادة دولة ديمقراطية ومدنية لا تقوم على لون واحد، وهذا ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج إلى حوار وطني حقيقي، وبشكل متأن بعيداً عن التسرع والصخب الذي يحاول البعض إثارته لعرقلة الجهود التي تبذل لتجاوز هذه المرحلة الانتقالية بأمان وسلام.

الكفاءة الحقيقية
وشددت شعبان على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار، بطروحات وأفكار السيد الرئيس أحمد الشرع التي أكد فيها أن التنوع لن يكون بناء على المحاصصة الطائفية، بل سوف يكون بناء على التمثيل “الكفاءاتي” الحقيقي داخل المجتمع، وهذه مسألة في غاية الأهمية علينا الوقوف عندها وقراءتها بشكل صحيح لتحويلها إلى واقع حقيقي ينشد التقدم المجتمعي الذي لا يقوم على محاصصة فقط، وإنما يقوم على أساس كفاءات وخبرات وطنية وعلمية حقيقية، تتسم بالنزاهة  والأخلاق والضمير الحي.
وختمت شعبان حديثها بالتأكيد على حضور المرأة في كل المشاورات والمداولات الجارية اليوم، لما لهذا الحضور من نتائج إيجابية في عملية بناء الوطن وتنميته والنهوض به.

Leave a Comment
آخر الأخبار