الحرية- فادية مجد:
تبرز المشروعات الصغيرة كأحد أهم محركات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وخاصة في المجتمعات الريفية التي تمتلك موارد طبيعية غير مستغلة، حيث تسهم هذه المشروعات في خلق فرص عمل، وتحفيز الإنتاج المحلي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
ومشروع استزراع أسماك الكارب في قرية نشير في ريف صافيتا يندرج ضمن هذا الإطار، حيث استطاع ناصر أحمد من إنشاء مشروع تنموي متكامل، يجمع بين الاستزراع السمكي، السياحة البيئية، والطاقة النظيفة.
استثمار الموارد
يقول أحمد: نشأت على ضفاف نهر القرية، ولطالما راودتني فكرة استثمار مواردها بطريقة مستدامة، حيث تشكل الأرض الصخرية والنهر العذب بيئة مثالية لبناء أحواض إسمنتية متينة، وتصميم نظام صرف صحي فعّال، ما جعل المشروع قابلاً للتنفيذ وواعداً بالنجاح.
أنواع الأسماك وبنية الأحواض
ويضيف: اعتمدت على تربية فصيلة الكارب بأنواعه الثلاثة الناصري، الظاظاني، والعشبي، بالإضافة إلى سمك المشط. أما سمك الكارب فيتصف بتحمله نقص الأكسجة ونموه بسرعة، الأمر الذي يجعله مثالياً للإنتاج التجاري، في حين المشط حساس للصقيع.
ومن أجل إنجاز هذا المشروع أنشأت أربعة أحواض إسمنتية بمساحة إجمالية 3 دونمات، وبعمق متدرج من متر إلى ثلاثة أمتار، مع ميول مدروسة لتسهيل التصريف، وكل حوض مزود بنظام صرف أنبوبي بمصافي خاصة لتصفية الفضلات، وقد تم التنفيذ تحت إشراف مهندس مدني لضمان السلامة والجودة.
ويضيف اعتمدت على الطاقة الشمسية، حيث ركبت 16 لوحاً شمسياً، مع بطاريات لتشغيل نظام تهوية مستمر، ما يضمن بيئة صحية للأسماك ويوفر الطاقة بطريقة صديقة للبيئة، مع نظام صرف صحي متكامل، المياه تعالج طبيعياً وتستخدم لسقاية الأراضي الزراعية، الأمر الذي يسهم في تحسين الإنتاج الزراعي المحلي.

الإنتاج والتسويق
ولفت أحمد أنه خلال الدورة السنوية يتم إنتاج نحو 7 أطنان من الأسماك في كل دورة، مع قابلية للزيادة مستقبلاً، منوهاً أنه يقوم ببيع الأسماك جملة ومفرق، ويزود المطعم الذي يملكه بالأسماك الطازجة، ما يضيف طابعاً سياحياً للمشروع، ويجذب الزوار لتجربة إطعام الأسماك.
وبيّن أنه يستخدم ( أعلاف محلية ) مخصصة لتسمين الفروج والبقر، وهي فعالة ومناسبة للأسماك، حيث يقدم حوالي 200 كيلو علف يومياً، وتعدل الكمية حسب حرارة المياه، مع وجود برنامج وقائي بإشراف دكتور بيطري يشمل متابعة دورية وفحوصات لضمان سلامة الأسماك وجودة الإنتاج.
وختم أحمد أن مشروع مسمكة نشير هو مشروع صديق للبيئة، وفّر فرص عمل عديدة لأبناء القرية، وأسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي، وعزز روح التعاون والتنمية في المنطقة.