الحرية ـ أنطوان بصمه جي:
احتضنت صالة فندق شهبا حلب معرض ومسابقة “مطبقية حلب” لفت النهاية وعرض الحلويات الحلبية التراثية والمطبخ المنسي والذي تقيمه منظمة الشيف السوري ورعاية وزارة السياحة دعماً لحملة “حلب ست الكل” حيث يعد المعرض جهداً توثيقياً وإبداعياً لإعادة إحياء مطبخ حلب التراثي، وتسليط الضوء على الثراء الاستثنائي للمطبخ الحلبي، خاصة الأطباق التراثية التي كادت أن تختفي من الموائد المعاصرة.
وشهد المعرض الذي يجمع بين التنافسية الاحترافية للمشاركين في تحضير الأطباق الحلبية التقليدية، وكذاك عرض تفاعلي يروي قصة كلّ طبق وارتباطه بالذاكرة الجمعية للحلبيين، مع فقرات خطابية تشرح تاريخ وتطور فنون الطهي في حلب.

وأكد شكري قيومجي رئيس منظمة الشيف خلال تصريح خاص لصحيفتنا “الحرية” تنوع المأكولات والأطباق المعروضة في أكثر من 30 جناحاً، مبيناً أن المعرض ليس مجرد مسابقة طهي، بل هو رحلة استكشافية في ذاكرة مدينة كانت ولا تزال رائدة في فنون الطرب والثقافة والطعام.
وأضاف رئيس منظمة الشيف السوري أن المنظمة بالتعاون مع وزارة السياحة تنقب في كتب الطهي القديمة وفي ذاكرة كبار السن لإعادة إنتاج أطباق تعد منسية، لترسيخ فكرة أن السياحة في سوريا ليست فقط زيارة الأماكن الأثرية، بل هي أيضاً تذوق نكهات التاريخ العابرة للأجيال، بالإضافة لوجود مسابقة خاصة للطهاة العاملين في فنادق 5 نجوم تتضمن تقديم طبقين للجنة تحكيم دولية تابعة لمنظمة الشيف السوري، ووجود محاضرات في تاريخ المطبخ الحلبي التراثي ونشأته كون حلب أقدم مطبخ في العالم.
يشتمل المعرض على أقسام عدة، منها قسم “المطبخ المنسي” الذي يقدّم أطباقاً مثل بصلية القادمة من منطقة الرها، بامية حلوة، أكلة الياباوس التي تتضمن كل أنواع الخضار المخففة صيفاً وتستخدم شتاء، حلويات تسمى البزورات الحلبية تصنع من بزر البطيخ، طبق الكتل والكبيبات الذي استقطبهم المطبخ الحلبي نتيجة الحروب والهجرات التاريخية، والكباب الحلبي التاريخي بوصفات تعود لمئات السنين، إلى جانب قسم للمأكولات الشعبية الحية والحلويات التي لا تزال تقدم في أحياء حلب القديمة.
الجدير بالذكر، أن معرض “مطبقية حلب” يستمر ليومين متتاليين ويستهدف الجمهور العام والاختصاصيين في مجال الطهي والتراث، كما يفتح الباب أمام الزوار لتذوق الأطباق ويهدف المنظمون إلى إصدار كتيّب توثيقي يضم الوصفات المقدمة، كمرجع تراثي للأجيال القادمة.
تصوير: صهيب عمراية