الحرية – حسام قره باش:
لا يزال المواطن يدير ظهره مرغماً لكل ما لا تستطيع قدرته الشرائية على شرائه، ومن بينها المأكولات التي تصنف بالشعبية رغم أسعارها المرتفعة قياساً لدخله المحدود، ولعله تأمَّل خيراً بانخفاض أسعارها بعد قرار خفض سعر المحروقات حسب تصريح مدير حماية المستهلك في ريف دمشق لـ”الحرية” سابقاً بتوقع انخفاض تكاليف تحضير المأكولات الشعبية التي تعتمد على الغاز الصناعي بعد خفض أسعاره بنسبة 12٪ والمازوت بنسبة 27٪.
البواب: بعض المطاعم تقدم العروض وتخفِّض السعر على حساب إنقاص الوزن
ويبدو أن لرئيس الجمعية الحرفية للمأكولات الشعبية والمطاعم والمنتزهات حسن البواب رأي آخر خلال تصريحه لصحيفة “الحرية”، أوضح من خلاله أن أسعار الكهرباء ارتفعت على القطاع التجاري بشكل عام، ولهذا ارتفعت أسعار المواد الأولية بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار، مشيراً إلى أن السوق كله أصبح يُسعِّر بضائعه على الدولار وبعض التجار يسعِّرون موادهم على سعر 15 ألف ليرة للدولار تحسباً لاستمرار ارتفاعه وحماية لهم ولبضائعهم، وربما هذا السبب الذي يجعل الأسعار لا تنخفض حتى ولو انخفض الدولار.
ونوه رئيس الجمعية في حديثه للحرية بأن الأسعار للماكولات الشعبية (كالفول والحمص والمسبحة والفروج وسندويش الفلافل والبطاطا والشاورما..) في المطاعم ما تزال مستقرة لغاية الآن رغم ارتفاع سعر الخبز من يومين كالسياحي والصمون بنسبة 20٪ تقريباً، حيث ارتفع سعر ربطة الخبز السياحي الموزع على المطاعم من 6 آلاف ليرة إلى 8500 ليرة، وكذلك ارتفاع سعر الزيت عالمياً ومحلياً بشكل كبير.
واشتكى البواب من الأجور التشغيلية المرتفعة للمطاعم وإيجارات استثماراتها التي ارتفعت ثلاثة أضعاف في دمشق، إضافة لارتفاع المصاريف الثابتة من أجور ورواتب العمال في القطاع الخاص والغاز والكهرباء.
واعتبر خلال تصريحه لـ “الحرية” ضعف القوة الشرائية للمواطن وعدم إقباله على المأكولات الشعبية المشكلة رقم واحد التي تواجه عمل المطاعم، إذ كلما قلت المبيعات زادت التكلفة والخسارة على صاحب المطعم، وثانياً الرسوم المالية والضرائب التي لم تتغير بل زادت مثل ضريبة النفايات بأكثر من 100 ليرة لكل كيلو.
ووفقاً للبواب، فتلك العوامل تجعل صاحب المنشأة غير مرتاح وتوجد لديه معاناة في عمل المطاعم كما يقول، مؤكداً أنه كمسؤول للنقابة يعتبر الفترة الحالية أسوأ فترة تمر بها المطاعم، فمدينة دمشق يوجد فيها 1800 مطعم وفي ريف دمشق 2800 مطعم شعبي من (مطعم ومنتزه وكافيتيريا وحمامات السوق..) لكن فقط عدد قليل جداً من هذه المطاعم يعمل جيداً بدون خسارة على عكس البقية الذين اضطروا لإغلاق مطاعمهم خاصة بعض الشباب الذين عادوا من الخارج.
وشدد البواب على وجود تعثر لكثير من مشاريع المطاعم وإغلاق عدد كبير من المحلات، وبحال بقيت الأمور هكذا لنهاية العام، فستغلق 30٪ من المطاعم بسبب ارتفاع كلف التشغيل وقيمة الاستثمارات العالية.
وفي سياق متصل، بيَّن رئيس الجمعية أن أسعار المأكولات الشعبية لم ترتفع ولا يوجد دراسة لتعديلها، وكذلك بالمقابل لن تنخفض مع انخفاض سعر المحروقات لارتفاع سعر الكهرباء والمواد الأولية والدولار، ولن يكون هناك ارتفاع أو انخفاض في الأسعار، معتبراً الأسعار الحالية هي السقف.
وقال في معرض حديثه للحرية: أسعار المأكولات الشعبية ليست محددة بل لدينا سعر وسطي رائج تلتزم به المطاعم، فالسوق متروك للتنافسية رغم أن أغلبية المطاعم خاسرة بسبب عروض البيع والترويج للمحلات الكبيرة التي تبتلع رزق المحلات الصغيرة وبالتالي تنخفض مبيعاتهم وتتضاعف خسارتهم، ناصحاً المستهلك للانتباه بأن المطاعم تقدم العروض وتخفِّض السعر على حساب الوزن بإنقاصه، فبيع 4 سندويشات شاورما بسعر اثنتين هو بنفس وزن السندويشتين.
وأضاف البواب مؤكداً: نحن لا نطالب بتحريك الأسعار وتعديلها، فالأسعار محررة وتنافسية والأمر متروك للمواطن لاختيار ما يناسبه، وستبقى الأسعار على حالها ولن تنخفض، خاتماً كلامه بأن قرار وزارة الاقتصاد بتحرير الأسعار أفضل قرار أصدرته، واصفاً إياه بالقرار الذهبي كونه ترك السوق للتنافس مع متابعة الجودة ولم يعد هناك تحديد للسعر، كما قال.
والجدير بالذكر، تتفاوت أسعار المأكولات الشعبية من منطقة لأخرى ومن محل لآخر ووسطياً يتراوح سعر كيلو الفول في أسواق ومحلات دمشق حوالي 12 ألف ليرة والمسبحة 28 ألف ليرة وقرص الفلافل 500 ليرة في حين تباع سندويشة الفلافل بسعر 9 آلاف ليرة والبطاطا 15 ألف ليرة وسندويشة الشاورما 20 ألف ليرة وأكثر حسب الطلب والفروج الجاهز 75 ألف ليرة وهذه الأسعار بمجملها مرتفعة ولا تناسب جيب المواطن ومعيشة أسرته.