الحرية-رحاب الإبراهيم :
تداولت مؤخراً دراسة حكومية عن احتمالية خفض سعر ربطة الخبز المسعرة رسمياً ب٤ آلاف ليرة، لكن تشتريها العائلات في أرياف حماة، التي لا يتواجد فيها أفران من المعتمدين بخمسة آلاف، ما يشكل حملاً ثقيلاً عليها في ظل الاعتماد الرئيسي على هذه المادة بحيث تحتاج أسر كثيرة إلى رقم كبير يقارب نصف مليون ليرة تقريباً، وهنا يأمل المواطنين أن تتحول دراسة تخفيض سعر الخبز إلى واقع فعلي مع مراقبة عمل المعتمدين لمنعهم من التسعير على هوى جيوبهم.
صحيفة “الحرية” تحدثت مع عدد من الأهالي بريف حماة بعد ما اشتكوا من تقاضي المعتمدين ما بين ٥٠٠ إلى ألف ليرة عن كل ربطة خبز، وهو يضاعف معاناتهم اليومية في تأمين لقمة العيش، وهو ما تؤكده هند يوسف أم لخمسة أولاد كونها تحتاج يومياً إلى ٤ ربطات نتيجة الاعتماد على هذه المادة في مأكول عائلاتها، متمنية من الحكومة التشديد على عمل المعتمدين على نحو يقلل من سعر ربطة الخبز، التي يأمل أن يعاد النظر في سعرها بما يتناسب مع الدخول الشهرية.
هم يومي
المعاناة ذاتها يبينها محمد سليم رب عائلة مؤلفة من سبع أفراد، فيقول: أصبح تأمين ثمن ربطات الخبز، التي تحتاجها عائلتي هم يومي كحال أغلب العائلات الفقيرة.
ويضيف: لمسنا خلال الفترة الماضية تخفيضاً في سعر أغلب السلع والمنتجات، وهذا أمر إيجابي، نأمل توسيع نطاقه ليشمل ربطة الخبز، التي يزيد من عبء توفير ثمنها المعتمدون، الذين يفترض إلزامهم بتقاضي سعر محدد لقاء توزيعها ومحاسبة المخالفين.
تكاليف منطقية
وقد تواصلت “الحرية” مع بعض المعتمدين، الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم، مبررين تقاضي مبالغ بين ٥٠٠ إلى ألف ليرة عن كل ربطة خبز بالمنطقي لتغطي أسعار المحروقات والتعب الذي يتعرض له المعتمد عند توزيع الخبز بعد جلبه من الأفران إلى القرى المخصصة.
وطالب المعتمدون، الذين تواصلنا معهم بتخفيض سعر الخبز كغيرها من السلع، فهم مواطنون بالدرجة الأولى، وحسب كلامهم يتحملون أعباء كثيرة اقتصادية واجتماعية، إذ تضطر عائلات عديدة إلى شراء الخبز بالدين، ويصعب على المعتمدين الرفض وخاصة إذا كان المواطنون من الأقارب أو المعارف، فيما سموه خجلاً اجتماعياً كونهم يعرفون أوضاعهم المادية الصعبة، ما يضطرهم إلى تقدير ظروفهم وتلبية طلباتهم قدر المستطاع.