معرض دمشق الدولي “منصة” لتلاقي الحضارات وتنافس إنتاجيتها

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- سامي عيسى:

معرض دمشق الدولي ” ذاكرة السوريين” على امتداد ستة عقود وبعض السنين، لم تبخل هذه الذاكرة يوماً، عن تسجيل لوحات جميلة تعبّر عن هوية الشعب السوري، وثقافته ومنابع قوته الاقتصادية، وجمال فنونه الاجتماعية التي شكلت على امتداد العقود الماضية “لوحة فسيفسائية” تعبّر في مضمونها عن قصص جامعة للشعب من الاقتصاد والتجارة والثقافة والحداثة، وغيرها من روايات تحكي نجاحات كل شعب ليس على مستوى سورية، بل عبر ذلك القارات وشعوبها، فكان “معرض دمشق الدولي” خير سفير وممثلاً رفيع المستوى في كل المجالات لسورية، وما الحضور في المشاركات إلا خير دليل لهذه السفارة ولوحتها الجميلة التي جمعت الاقتصاد والثقافة والعلوم الأخرى، لتكون الماضي الحاضر الذي ينسى، ولا يمحى من ذاكرتنا، كشعب وفعاليات اقتصادية واجتماعية وغيرها.

أبعاد مختلفة

الخبير الاقتصادي جمال شعيب اعتبر حالة الالتزام في تنظيم المعرض في زمانه ومكانه ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى العالمي أيضاً، ظاهرة اقتصادية وإنسانية وأخلاقية، تحمل أبعاداً تحكي قصص نجاح كل شعب في مختلف المجالات، بدليل المشاركات الواسعة، والمتنوعة والتي تفرد مفردات تنوعها على أجنحة مكانية، يلامس مضمونها وجدان شعوبها الأخلاقي والإنساني، والمادي أيضاً.

“شعيب” المعرض ذاكرة اقتصادية وثقافية تحكي نجاحات شعوب شاركت ليكونوا سفراء العقل والإنتاج المتنوع لبلدانهم

وأكد “شعيب” على أهمية الحالة الإيجابية التي يحققه المعرض، في إعادة التأكيد على استمرارية النشاط المتنوع، رغم جملة الصعوبات والتحديات، التي ما زالت تعترضه، الأمر الذي ما يعزز”مكونات الثقة” داخل وخارج السوق المحلية، وتنشيط الحركة التجارية، في ذات الاتجاهين من خلال لقاءات رجال الأعمال والفعاليات التجارية، وطريقة الترويج للمنتجات المحلية ، إلى جانب الكم الهائل من المستثمرين والشركاء الدوليين، المشاركين في فعاليات المعرض، وقدرت هؤلاء إلى فتح قنوات تسويقية جديدة، سواء باتجاه السوق السورية، أم باتجاه الخارج أيضاً.

تحفيز للسوق المحلية

وهذا الأمر يتحقق في رأي” شعيب” من خلال المشاركة الواسعة للشركات الإنتاجية، والفعاليات التجارية، وإبراز لأهم الصناعات السورية، وقدرتها على المنافسة رغم معاناتها الطويلة من الحصار الاقتصادي وما نجم عنه من صعوبات شكلت حجرة عثرة أمام تقدمها خلال الفترة الماضية، إضافة إلى تحفيز السوق المحلي من خلال الطلب المرتبط بالعروض والفعاليات المرافقة لهذه التظاهرة.

الفيصل: المعرض بوابة تفتح الباب على مصراعيه أمام الاستثمار الخارجي للمشاركة في أعمال التنمية التي ترسم الحكومة برامج تنفيذها

ويؤكد “شعيب” أن المعرض يمكن أن يحقق نتائج إيجابية تتماشى مع أهميته، شريطة التحرك الجيد، والاحترافية في العمل، من قبل الشركات والفعاليات المشاركة، وتقديم التسهيلات المطلوبة لها، إلى جانب استغلال حالة النجاح التي حملها المعرض خلال السنوات السابقة رغم ظروفها الصعوبة، إلا أن البعد السياسي والاقتصادي لهذا النجاح يعكس رغبة القائمين عليه والدولة على نجاح سياسة الانفتاح والرغبة القوية في إعادة إعمار البلاد.

سفراء شعوبهم

وبالتالي “معرض دمشق الدولي” له وقع خاص عند الفعاليات الإنتاجية والتجارية، فهو يرسم ملامح التطور التي وصلت إليه الحالة الإنتاجية والفكرية للبلد ليس لسورية، فحسب، بل على مستوى العالم أيضاً، لأن أجنحة المعرض تستقبل حكاية كثيرة عن قصص نجاحات كل شعب، لأن المشاركين هم سفراء شعوبهم، وممثلين عنهم في فعاليات أضخم معرض في الشرق الأوسط والعالم أيضاً، هذا ما أكده عضو غرفة تجارة دمشق عبد المنان الفيصل في تصريحه لصحيفة “الحرية” خلال حديثه عن الدورة الجديدة لمعرض دمشق الدولي..
معتبراً أن المعرض حدث اقتصادي وثقافي مهم جداً، والتي شكلت أولى خطوات انطلاقه لأول مرة في العام 1954 ذاكرة تحتوي قصص نجاحات الفعاليات الاقتصادية والفكرية والاجتماعية، التي تعبّر عن الحالة السورية الجامعة، والتي تحتضن بدورها مشاركات خارجية تعبر عن الحالة الجامعة لشعوبها أيضاً.

Leave a Comment
آخر الأخبار