الحرية – سراب علي:
بين أروقة محطة القطار في اللاذقية، وُلدت تجربة فنية جديدة حملت عنوان “طريق 2″، بتنظيم من مؤسسة مدد للفنون البصرية ورعاية مديرية الثقافة، يظهر “طريق” الذي جمع أكثر من ثلاثين فناناً شاباً بين التشكيليين ومبدعي الفن التركيبي، كمشروع ثقافي طويل النفس يسعى إلى جعل الفن حواراً بين الماضي والمستقبل، ويعيد صياغة الحاضر من منظور الفن المعاصر.
ذاكرة القطار
و أوضح مدير الثقافة في المحافظة مجد صارم أن “طريق2” هو النسخة الثانية من ملتقى أطلقته مؤسسة مدد للفنون البصرية العام الماضي في دمشق ، وتبنته وزارة الثقافة هذا العام في خمس محافظات بدعم لوجستي كامل، وأضاف في تصريحه لصحيفتنا “الحرية”: أن الفن التركيبي لا يزال جديداً على مجتمعنا، لكن اختياره في محطة القطار يربط بين الذاكرة الجماعية والحداثة، المحطة مكان محفور في وجدان السوريين، والفن هنا يعيد تسليط الضوء عليها ويمنحها حياة جديدة.
وأشار صارم إلى أن ما يميز المعرض أن 70% من المشاركين هم من الشباب، بعضهم يخوض أول تجربة له في الفن المعاصر.
رؤى إنسانية
بدوره، أكد عميد كليتي الفنون الجميلة والهندسة المعمارية في جامعة اللاذقية الدكتور محمد شيخ ديب أن المعرض شكل مساحة ملهمة للتعبير الفني الشبابي، حيث برزت من خلاله رؤى إنسانية عميقة وإبداعات راقية لطلابنا من كليتي الفنون الجميلة والهندسة المعمارية، وأكد على نضج مواهبهم وتنوعها.
وأضاف المشرف على المعرض ومدير مجموعة الضوء الفنية ياسر زهير العجوز : أردنا من خلال الفعالية أن نمنح الشباب فرصة لإبراز مواهبهم، وأن نعيد الثقة بدور الفن كرافعة للوعي ووسيلة للتلاقي بعد سنوات من الانقسام، وهذه التجارب تعكس شجاعة جيل جديد في كسر النمط السائد.
بين الوعي والجمال
أما الفنانة غيد أمينو، خريجة مركز الفنون التشكيلية والمعهد الهندسي، فشاركت بلوحة بعنوان “تجلي”. في عملها، تظهر سوريا كـ”نبتة تخرج من بين الصخور لتنشر الحب والسلام بين أبنائها، مزجت أمينو رموزاً دينية وثقافية: الدين المسيحي، المولوية الإسلامية، وطالب العلم، والحمام رمزاً للحرية.
وأشارت جوا ريحان (طالبة سنة خامسة عمارة) في شرحها عن عملها الذي تشارك فيه بعنوان “توقف قليلاً”، إلى أنه يدعو إلى التأمل في الذات والآخر لفهم كيف وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.
وأضاف عاصم زينة (كلية الفنون الجميلة): شاركت بعمل بعنوان “خيانة الذات”، يناقش دوامة المجتمع وضغوطه على الفرد، حيث تمثل العيون المجتمع بينما تعكس المرايا جزءاً من هذه الدوامة التي يتعين على الفرد مواجهتها.