مع تزايد أعداد مراكز التدريب.. هل يمكن حلّ مشكلة البحث عن فرص العمل..؟

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية- منال الشرع:

كثرت في الآونة الأخيرة مراكز التدريب والتأهيل، وجميعها تطرح عناوين لافتة  للشباب لاكتساب الخبرة قبل الدخول إلى سوق العمل، وأنها أيضاً رافد أساسي في تحسين المقدرات والمهارات. وعلى الضفة الأخرى هناك من لا يؤمن بهذه الدورات ويعتبرها مضيعة للوقت. فهل جميع هذه المراكز على المستوى نفسه من مستوى التدريب والمخرجات؟
يبين استشاري التدريب والتطوير الإداري وائل حسن لصحيفة الحرية، أنه ليس جميع مراكز التدريب والتأهيل على نفس المستوى من مستوى التدريب والمخرجات، إذ تختلف الجودة والمواصفات بين المراكز بناءً على عوامل عدة، مثل التخصص، الموقع الجغرافي، وطبيعة الدورات التدريبية التي يقدمها كل مركز.

استشاري تدريب.. بعض المراكز معتمدة دولياً ومتخصصة بينما أخرى أقل جودة

ولفت إلى أن بعض المراكز قد تكون معتمدة دولياً، وتقدم دورات متقدمة ومتخصصة، بينما تكون أخرى أقل جودة وتقدم دورات أقل تخصصاً.

تغير مفردات العمل
ويوضح حسن أنه مع التطور التقني وتغير أساليب ومفردات العمل، تبرز الحاجة إلى تدريب الموارد البشرية، سواء كانوا خريجين جدداً أو أصحاب خبرات،  لأسباب عدة ، أولها أن مواكبة التطور التقني التكنولوجيا تتغير بسرعة كبيرة، ما يتطلب من الموظفين فهم واستخدام التقنيات الحديثة بكفاءة، فالتدريب يمكن أن يساعد في تأهيلهم لاستخدام البرامج والأدوات الجديدة.
ثاني الأسباب تحديث المهارات،فحتى الأشخاص ذوو الخبرة يحتاجون إلى تجديد مهاراتهم وتعلم تقنيات وأساليب عمل جديدة لضمان استمرارهم في أداء مهامهم بكفاءة.
ثالثاً : تطوير المهارات القيادية والإدارية، فمع تطور بيئة العمل، يظهر الطلب على المهارات الناعمة مثل القيادة، التعاون، وإدارة الوقت،و التدريب يساعد في تطوير هذه المهارات المهمة.
رابعاً: التحول الرقمي، إذ إن الكثير من الشركات تتجه نحو التحول الرقمي، ما يتطلب من الموظفين فهم عمليات العمل الرقمية والعمل معها بفعالية.
خامساً، تحسين الإنتاجية والجودة  التدريب المستمر تساهم في رفع مستوى الإنتاجية وجودة العمل، ما يؤدي إلى تحسين الأداء العام.

تعزير مهارات

وعن  مستوى التدريب والتأهيل المناسب في سورية للمرحلة القادمة، يشير حسن إلى أن  مرحلة البناء وإعادة الإعمار تعتبر من المراحل الحاسمة لتحقيق الاستقرار والتنمية في سوريا، ومع ذلك  يواجه البلد تحديات كبيرة فيما يتعلق بمستوى التدريب والتأهيل للعاملين في هذه المجالات، حيث  الحكومة والمنظمات غير الحكومية مسؤولة عن تقديم برامج تدريبية وتأهيلية لتعزيز مهارات العمالة المحلية وضمان جودة العمل،وهناك حاجة لتحسين هذه البرامج وزيادة الاستثمار فيها لتلبية احتياجات السوق العملي المتزايدة.

حاجة مستمرة
وفيما إذا كانت عملية التدريب محصورة بفترة معينة في حياتنا أم هي حاجة مستمرة بفعل التطور المستمر؟ يشير حسن إلى أن  عملية التدريب هي حاجة مستمرة بفعل التطور المستمر في مختلف المجالات، إذ هناك عدة أسباب تجعل التدريب المستمر ضرورياً على مدار الحياة، منها التطور التكنولوجي السريع: فمع ظهور تقنيات جديدة وتحديث الأدوات الموجودة، يحتاج الأفراد إلى مواكبة هذه التغييرات لضمان استمرار كفاءتهم، ، متطلبات السوق: إذ تتغير متطلبات سوق العمل بمرور الوقت، ما يستدعي تعلم مهارات جديدة وملائمة للمستجدات.
إضافة للتطور المهني: حيث يسعى الأفراد إلى التطور في مسارهم المهني، ما يتطلب اكتساب مهارات ومعارف جديدة تلبي تطلعاتهم، إضافة إلى التنافسية، فالبقاء في سوق العمل التنافسي يتطلب من الأفراد تحسين مهاراتهم باستمرار، ليكونوا أكثر تأهيلاً من غيرهم، و تطوير الذات و التدريب المستمر يعزز من نمو الفرد الشخصي والمعرفي، ما يساهم في تحقيق أهدافه الحياتية والمهنية.

عملية تطوير
أبرز العناوين ومجالات التدريب التي تحتاجها عملية التطوير وإعادة الإعمار-حسب حسن- أنها تتطلب مجموعة متنوعة من العناوين والمفردات والمجالات التدريبية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة، منها التطوير المهني، بمعنى تعزيز مهارات ومعرفة الموظفين لتحقيق أداء أفضل ونمو مهني، والتدريب الفني، أي تعليم الموظفين المهارات الفنية اللازمة لأداء مهامهم بكفاءة.
والتدريب على القيادة، أي  تطوير قدرات القادة المستقبليين وتعزيز مهاراتهم القيادية والتدريب على الاتصال و تحسين مهارات التواصل بين الموظفين وزملائهم والعملاء،وحل المشكلات، من خلال تعليم الموظفين كيفية التعامل مع المشكلات وحلها بفعالية، إضافة إلى التدريب على الإدارة الذاتية، أي تعزيز مهارات الإدارة الذاتية لتحسين الأداء الشخصي والمهني.

وبالنسبة للمجالات التدريبية، التأهيل هو تعليم الموظفين الجدد عن مسؤولياتهم وثقافة الشركة،والتدريب على الامتثال هو تعليم الموظفين عن القوانين والسياسات والإجراءات اللازمة لتجنب المشكلات. إضافة للتدريب على المبيعات، من خلال تعليم الموظفين استراتيجيات المبيعات ومهارات البحث عن العملاء وإتمام الصفقات.
وهناك التدريب على خدمة العملاء،من خلال تعزيز رضا العملاء وتحسين خدمتهم ،و أيضاً التدريب على التنوع والمساواة  لتعزيز بيئة عمل شاملة، والتدريب على الحوكمة البيئية والاجتماعية، أي تعزيز الحوكمة البيئية والاجتماعية لتحقيق الأهداف المستدامة.

Leave a Comment
آخر الأخبار