مع قرب انتهاء فصل الشتاء.. آبار مياه الشرب لم تشهد أي ارتفاع في مناسيبها

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد فرحة:
لم يعد يفصلنا عن انتهاء فصل الشتاء أكثر من شهر، ولم نرَ أو نسمع بأن بئراً  قد فاض أو نبعاً قد غدا شلالاً كما هي العادة في فصل الشتاء، بل على العكس تماماً، ما زال موضوع  انخفاض المناسيب هو السمة للنسبة الأكبر من هذه الآبار.
وتكبر القضية عندما يكون الحديث عن آبار مياه الشرب، ما يعني شيئاً واحداً بأننا قادمون صيفاً على أزمة مياه الشرب، وكذلك فيما يتعلق بالآبار الخاصة بالأراضي الزراعية.

قضية مخازين المياه الجوفية  قضية رئيسية وجوهرية، لجهة ارتباطها بمسألتين غاية في الأهمية، فمياه الشرب هي الحياة،  وعند غيابها والبحث عنها يساوي سعر الليتر منها لندرته ذهباً.
في حين يرتبط الإنتاج الزراعي- الغذائي ارتباطاً وثيقاً  بوجود المياه، وخاصة عندما نتحدث عن الزراعات المروية، فوجودها يعني وجود الغذاء وغيابها يعني العكس.
مسألة الجفاف والشح المائي هي جرس إنذار لجهة قسوة المتغيرات المناخية، وكل الدراسات والأبحاث والمنظمات الدولية المعنية بالشأن البيئي والمائي، كانت قد أكدت وحذّرت من التطرف البيئي وأثره على الإنتاج الغذائي عندما يتعلق الأمر  بالشح المائي وموجات الجفاف المتلاحقة.
فمن كان يتصور أن بعض المزارعين بدأوا  بسقاية زراعاتهم  منذ مطلع  شهر شباط، وهو الذي يسميه المزارعون موسم الأمطار؟!.
نعود للحديث عما يتعلق بمياه الشرب، بعد أن أسهبنا فيما يتعلق بمياه الآبار الزراعية، حيث أوضح مدير وحدة مياه مصياف المهندس عيسى يوسف في حديث لصحيفة الحرية معه حول واقع آبار مياه الشرب، وهل ارتفعت مناسيبها؟ أنه لم يلحظ  هذه المسألة  في آبار مياه الشرب حتى الآن، عكس السنوات الماضية.
وتطرق م. يوسف إلى ضرورة العقلنة في الاستخدامات المائية  وعدم هدرها، وخاصة أننا قادمون على صيفٍ، قد يكون هو الأشد لجهة شح الموسم المطري خلافاً  للسنوات الماضية.
منوهاً بأن الحفاظ على مياه الشرب وغير الشرب هو تعبير  عن الوعي والإدراك  لقيمة كل قطرة ماء تذهب في غير مكانها، أي هدراً.
من جانبهم، يتخوف العديد من المزارعين اليوم وبشدة من انخفاض المعدلات المطرية وانحباسها، وهي التي لم تدنُ مما يقاربها مع معدلات العام المطري الماضي.
وأشار أحد المزارعين في رابطة مصياف الفلاحية إلى أن تباشير هذا العام لجهة الأمطار مقلقة، وسيكون لها تأثيرات وتداعيات سلبية كبيرة، وهذا ما كان أحد الأسباب في تردد المزارعين بالإقدام والمضي بزراعة القمح وغير ذلك.

بالمختصر المفيد : سيكون عنوان الصيف القادم حول ما يتعلق بالمياه ومخازينها الجوفية وما يتعلق بالسدود، عام الإجهاد و الضخ المائي لرفعها من أعماق الآبار، وهذا يتطلب تكلفة  عالية من المحروقات، زد على ذلك  قلّة وجودها في مخازين السدود.
ويؤكد الباحثون والمختصون أن أزمة المياه ستبلغ أشدها في صيف هذا العام، بعدما سبق ذلك الكثير من التحذيرات، ولكن السؤال الكبير المطروح هو: أين توصلت بحوثنا الزراعية، وهي التي تتحدث منذ سنوات عن استنباط أصناف بذرية من القمح، مقاومة للجفاف والعطش، وتعطي إنتاجاً  متميزاً، وتتلاءم مع
محيطها البيئي، أم أن كل ذلك لم يكن يتعدى المزيد من البحث العلمي وتعميقه؟.

Leave a Comment
آخر الأخبار