الحرية- بقلم يسرى المصري:
لأول مرة يتطلع السوريون إلى برلمان وحكومة فوق الشبهات ولا نبالغ بالقول إن الرئيس أحمد الشرع يمثل قدوة حقيقية للسوريين بفكره وجهوده وإخلاصه ومحبته وعدالته وتواضعه وعطائه، مما يستدعي توخي الحذر للفائزين بالانتخابات وأصحاب المناصب في تعاملاتهم لتجنب أي تصورات باقتراف أعمال غير لائقة.
الرئيس الشرع بما عرف عنه من شفافية وصدق حملت رسائله وما بين السطور توجيهات واضحة بأنه يتعين على النواب والوزراء ومن في حكمهم الفصل بين مناصبهم السياسية العامة ومصالحهم الخاصة أو المهنية أو التجارية، وأن يكونوا حذرين من أي تضارب محتمل في المصالح.
وربما من باب الحيطة والحذر تمت التوصية بالتحلي بالحكمة في تقييم دوافع الأشخاص الذين يحاولون التقرب منهم.
وليس من المستبعد أن يحاول بعض الأشخاص كسب ود أصحاب المعالي للحصول على منافع شخصية أو لصالح شركاتهم، أو لاكتساب الاحترام من خلال الارتباط بهم، أو لدفعهم للتأثير على الوزارات والهيئات القانونية لاتخاذ قرارات تصب في مصلحتهم.
وسواء في السلوك أو في الانطباع العام، حبذا بالنواب والوزراء ومن في حكمهم أن يبقوا فوق أي شبهة أو محسوبية أو استغلال النفوذ.
إن النجاح وتحقيق التنمية والصعود بسوريا الى الدول المؤثرة إقليمياً يتطلب النزاهة والإخلاص كما أن نجاح التجربة السورية الجديدة يعتمد على العمل الجماعي والمساءلة والشفافية وهذا ما يمنع ظلمات الفساد الخفي ويظهر بهجة الإخلاص والصدق الوفي للثورة وعناوين الحرية وتحقيق الازدهار لسوريا والسوريين.
ولا يخفى ضرر الفساد مقابل حسن الإخلاص بالسلوك والعمل وخيره على البلاد والعباد، ونتأسى اليوم برئيس الهرم السياسي ونقتدي به وبمتابعته المستمرة لأداء مؤسسات الدولة، وبالأمس ترأس الرئيس أحمد الشرع اجتماعاً ضم الوزراء ورؤساء الهيئات العامة والمحافظين، تضمن توجيهات رئاسية أكدت على تعزيز التنسيق بين مؤسسات الدولة وتكامل الجهود الحكومية في خدمة المواطن ودعم مسار التنمية الوطنية.
ودعا الرئيس إلى التركيز على المشاريع الإنتاجية والخدمية التي تمس حياة الناس بشكل مباشر، مجدداً التزام الدولة بإعادة بناء سوريا على أسس العدالة، والكفاءة، والتكامل الوطني.
إن مشاركة الرئيس الشرع في القمم والمحافل الدولية أسهمت في تعزيز مكانة سوريا الإقليمية والدولية، واليوم سوريا انتقلت من كونها بلداً يُنظر إليه بعين الشفقة إلى قصة نجاح وطنية بفضل جهود جميع أبنائها ومؤسساتها.