الحرية – صالح حميدي:
تناول الملتقى الدولي للتطوير العقاري في جلسته التاسعة موضوع التكنولوجيا والابتكار في قطاع الإنشاءات وأهمية اعتماد الأساليب والنظم الحديثة في مرحلة إعادة الإعمار.
المهندس محمد عامر المرادني، المدير العام لمجموعة دعائم الهندسية، قال إن الشركات الخليجية، وخاصة السعودية، باتت تبحث عن شريك محلي قوي قبل الدخول إلى مجال التطوير والاستثمار العقاري والإعمار في سوريا، حيث شهد الملتقى توقيع عقود تحالفات ومراسم توقيع شراكة بين شركة كويتية ومجموعة دعائم الهندسية ومجموعة إنجاز الوطنية الكويتية.
وكشف المرادني عن إطلاق كود البناء السوري بمناسبة يوم التحرير في 8/12/2025، جرى إنجازه من قبل نقابة المهندسين بالتعاون مع فريق عمل استشاري كبير، لتحقيق ثقافة البناء والتكنولوجيا وجذب شركات رائدة واستثمار قدرات السوريين الهندسية الموجودة حالياً في الداخل والخارج.
ودعا المرادني إلى اعتماد مشاريع عقارية تتصف بالاستدامة وتزخر بالخبرات وتتمتع بالبنى التحتية والتكنولوجيا والابتكار والتعاون مع شركات خارجية.
وأشار المرادني كذلك إلى ضرورة النظر في التكلفة والجودة، باعتماد المعايير السورية والكودات الوطنية الموجودة، لتحقيق الجودة والسلامة الإنشائية، وإعطاء قيمة حقيقية للزمن، وإصدار التشريعات الملائمة لتشجيع عودة خبرات السوريين.
المهندس ياسر الدلال يرى أن العام 2008 سجل نوعاً من الازدهار العمراني والعقاري في سوريا، بالرغم من التعديات وفرض المشاركات في الشركات والمشاريع، داعياً إلى تكريس المعرفة والفهم وتطوير الفكر في مجال الإعمار والإسكان والبناء، لتصبح واقعاً، ضارباً مثالاً ماليزيا حين استثمرت 165 مليار دولار في اقتصاد الفكر والمعرفة، واستغلته ونالت ترتيب 21 عالمياً على هذا الصعيد.
وبين الدلال أهمية تطوير مراكز الأبحاث بعد الفجوة الحاصلة خلال سنوات الحرب، وتأسيس نظام «إيكو» يتناول كيفية تصميم البناء بلا أخطاء، قابل للتطبيق والمتابعة السهلة للتعديلات والصيانة المستقبلية، مبيناً أن أدوات الإيكو كثيرة كنظام عمل متكامل، وأشار إلى مشاريع موجودة حالياً في سوريا لكنها لم تتطلب هذا النظام لأنها ليست بالحجم المطلوب.
وتطرقت الجلسة الختامية إلى أساليب التسويق المتكامل، ودور الوجه الإعلامي في بناء الثقة مع الجمهور، مع التحذير من مخاطره في حال غياب التخطيط أو ضعف المحتوى.
كما تم التأكيد على ضرورة الاهتمام بالتقنيات التسويقية الحديثة وتوظيفها في خدمة شركات التطوير العقاري.
وأجمع المشاركون على أن التسويق العقاري الرقمي لم يعد خياراً، بل أصبح منصة لصياغة مستقبل القطاع العقاري في سوريا، داعين إلى تكاتف الجهود بين المطورين والجهات الإعلامية والتقنية لبناء منظومة تسويقية متكاملة تواكب تطلعات المرحلة المقبلة من الإعمار.
هذا وقد تناولت أعمال الملتقى الدولي للتطوير العقاري بدمشق لليوم الثاني مواضيع العمارة السورية، وتحديات الهوية والاستدامة، وملامح التخطيط العمراني في مرحلة الإعمار، وتحديات شركات التطوير العقاري والمقاولات في سوريا بين الواقع وفرص الإعمار، إضافة إلى موضوع التكنولوجيا والابتكار في قطاع الإنشاءات وأهمية اعتماد الأساليب والنظم الحديثة في مرحلة إعادة الإعمار.