الحرية- حسيبة صالح:
انطلقت في دمشق فعاليات ملتقى “بوابة العمل” في دورته الرابعة، الذي تنظمه مؤسسة إدارة الموارد البشرية برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ويشارك في الملتقى أكثر من 60 شركة ومنظمة من مختلف القطاعات العام والخاص والأهلي، حيث تُقدَّم نحو 2500 فرصة عمل متنوعة، إلى جانب ورشات تدريبية يشرف عليها مديرون وخبراء دوليون ورواد أعمال.
2500 فرصة عمل
الدكتور منير عباس رئيس مجلس الأمناء في” إدارة الموارد البشرية” يقول للحرية : لأول مرة، يجمع الملتقى فرصاً من القطاع العام والخاص والأهلي تحت سقف واحد، مقدماً أكثر من 2500 فرصة عمل حقيقية، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى كسر الحواجز التقليدية بين القطاعات، وتوفير بيئة توظيف متكاملة.
وتحت شعار “حين يلتقي المورد البشري مع الذكاء الصنعي”، خصص الملتقى قسماً لمشاريع تقنية تساعد الشباب على تحويل مهاراتهم الحاسوبية إلى مصادر دخل، إضافة إلى وظائف جديدة لم تكن مطروحة سابقاً، مثل مضيفين ومهندسي طيران في شركة فلاي شام.
وأكد الدكتور عباس أن تنظيم الملتقى تم بالكامل على يد شباب سوريين، دون تدخل أي شركة تجارية، من أدق التفاصيل اللوجستية إلى البروتوكول، في رسالة واضحة بأن الشباب قادرون على صناعة التغيير حين تتاح لهم الفرصة.
ذوو الهمم في قلب الحدث
من أبرز المشاركين، وكالة “نون” للتصميم والتسويق الرقمي، التي يشكل ذوو الاحتياجات الخاصة 70% من فريق عملها. يقول سامر صوان، أحد مؤسسي الوكالة ومن أصحاب الهمم: “وجودنا في الملتقى رسالة لكل شخص من ذوي الهمم ليخرج من بيته ويتعلم ويشتغل. نحن نقدم تدريبات مجانية تقريباً، ونفتح أبوابنا لكل من يريد أن يكون جزءاً من فريقنا أو يتدرب معنا”.
زوار يبحثون عن الأمل
كريم علاوي، خريج توريد ولوجستيات من ماليزيا، جاء باحثاً عن فرصة عمل تتناسب مع اختصاصه، مؤكداً أن “أهمية هذا الملتقى تكمن في السعي الحقيقي للبحث عن العمل، ونحن بحاجة ماسة لهذه المبادرات في هذه المرحلة الدقيقة لسوريا”.
التعليم الرقمي يطلب كوادره
منصة “لبيب” التعليمية، التي تقدم المنهاج السوري كاملاً عبر تطبيق رقمي، شاركت في الملتقى بحثاً عن كوادر جديدة. يقول عادل دوارة، مسؤول الدعم التقني: “وصلنا إلى 60 ألف مستخدم، والتفاعل كبير. نحتاج إلى توسعة الفريق، والملتقى فرصة ذهبية للتواصل مع الشباب”.
الجامعات في قلب التشبيك
الدكتور عبد الرزاق الحسين، رئيس الجامعة السورية الخاصة، شدد على أهمية وجود الجامعات في مثل هذه الملتقيات، قائلاً: “مخرجات التعليم العالي يجب أن ترتبط بسوق العمل، وهذا الملتقى يتيح لنا التشبيك مع المؤسسات التي تستقطب الكفاءات، ونعد المجتمع بأننا سنكون على قدر المسؤولية”.
السيارات الكهربائية تفتح أبوابها
شركة “سفنتي سفن”، أول وكالة للسيارات الكهربائية في سوريا، شاركت بهدف استقطاب الخريجين الجدد. يقول مهند خضر، مدير الموارد البشرية: “لا نطلب خبرة، بل نفتح المجال للتدريب والتوظيف. وجدنا تفاعلاً كبيراً من الشباب، وهذا الملتقى ليس فقط للحصول على وظيفة، بل للتشبيك والتعريف بالنفس”.
حين يصبح الحلم ممكناً
في زمن تتشابك فيه التحديات والفرص، يثبت ملتقى بوابة العمل الرابع أن الأمل لا يزال ممكناً، وأن الشباب السوري قادر على صناعة مستقبله حين تتلاقى الإرادة مع الفكرة، والمورد البشري مع الذكاء الصنعي. في دمشق، وعلى بواباتها السبع، تُفتح اليوم بوابات العمل، وتُكتب قصص جديدة من الطموح والنجاح.
 
					 
		 
		 
		