ملف «الحرية».. إعادة تفعيل قطاع النقل السككي حاجة ملحّة.. صعوبات تأمين القطع التبديلية تبطئ انطلاقة مأمولة

مدة القراءة 5 دقيقة/دقائق

الحرية – محمد زكريا:

يترقب الكثير من السوريين عودة شبكة الخطوط الحديدية للعمل من جديد، لما تشكله هذه العودة من أثر خدمي واقتصادي مهم، ولن نخفي حالة القرى والمدن السورية التي اشتاقت إلى سماع ودوي صافرات قطاراتنا، لما لهذه الصافرات من ذكريات وحكايات لدى أغلبية السوريين. بالتأكيد التوقف القسري لعمل الشبكة الحديدية على مدار السنوات الماضية أضر بالعملية التجارية والاقتصادية.

بعد التحرير

حالياً وبعد التحرير، المأمول العودة السريعة لعمل هذه المنظومة، ولاسيما أنّ الشبكة الحديدية في سوريا تعدّ شرياناً حيوياً وإستراتيجياً فاعلاً في عمليات التطوير والتنمية الاقتصادية، وخاصة في هذه المرحلة التي تتطلب نقل حجوم كبيرة لإعادة الإعمار والنهوض بالاقتصاد الوطني، من خلال إعادة تشغيل وتفعيل الفعاليات الاقتصادية، ومراكز الإنتاج والمدن الصناعية، وتفعيل عملية النقل على كافة المحاور الممكنة.
وللاطلاع على واقع عمل الشبكة الحديدية، ولاسيما لجهة ترميم الخطوط الواصلة على الشبكة وحالة القطارات من تأهيل وصيانة وتعمير محركاتها من رؤوس القواطر والعربات والقاطرات، وفقدان القطع التبديلية في الأسواق المحلية، وللمزيد من المعلومات حول ذلك تواصلت صحيفة الحرية مع المكتب الصحفي في وزارة النقل، الذي اكتفى بتزويدنا بالتالي: إنّ المؤسسة تعمل منذ بداية التحرير وحتى الآن على ترميم وصيانة الخطوط القائمة، بالإضافة إلى صيانة الأدوات المحركة والمتحركة، وذلك وفق الإمكانات الضئيلة المتاحة حالياً، مبيناً أن المؤسسة تعاني بشكل عام من شحٍّ كبير في المواد اللازمة لتلك الصيانات الدورية.

التعرض للسرقة

وحسب المعطيات المتوفرة لدينا، فإن طول الشبكة يصل إلى نحو 2552 كم، تم إصلاح وصيانة ما يقارب 1052 كم منها إلى الآن، علماً أن إنشاء الكيلو المتر الواحد من طول الشبكة يحتاج ما بين 15 إلى 20 مليار ليرة سورية، كما تجدر الإشارة إلى تعرض مستودعات ومراكز الصيانة التابعة للمؤسسة إلى السرقة، وذلك عند سقوط النظام الهارب، كل ذلك انعكس بأثره السلبي على المواطن السوري واحتياجاته وعلى سوق العمل والتنمية.

العمر: ضرورة إعادة تأهيل خط حلب مروراً في حماة وحمص وصولاً إلى دمشق ومتابعة تجهيز الخط ومرافقه وإزالة كلّ نقاط تخفيف السرعة على هذا الخط

كما أنّ المعطيات تشير إلى أنّ المؤسسة كانت تعمل خلال الأشهر القليلة الماضية على نقل المواد الإستراتيجية ذات الجدوى الاقتصادية، مثل الفيول والقمح والحصويات والفوسفات، حيث وصلت حجوم نقل البضائع المنفذة خلال العام الفائت إلى أكثر من 800 ألف طن من مختلف البضائع، كما استطاع عمال المؤسسة صيانة وتأهيل وعودة 4 رؤوس قواطر خلال الفترات الماضية، إلى جانب استمرارية عمل 6 رؤوس عاملة من أصل 120 قاطراً، ومن التحديات التي تواجه عمل المؤسسة صعوبة تأمين القطع التبديلية غير المتوفرة في السوق المحلية، إضافة إلى المخزون الصفري من البنى التحتية والبنى المتحركة من شاحنات وصهاريج وقواطر وعربات نقل، وافتقار المؤسسة إلى مراكز صيانة ضخمة متخصصة في التأهيل لعودة بعض رؤوس القاطر إلى العمل.

إعادة تأهيل

الخبير في السكك الحديدية المهندس محمد العمر بيّن ضرورة إعادة تأهيل خط حلب مروراً في حماة وحمص وصولاً إلى دمشق، ومتابعة تجهيز الخط ومرافقه وإزالة كل نقاط تخفيف السرعة على هذا الخط واستكمال أعمال القسم العلوي من رفع وتسوية للوصول للسرعات النظامية وتأمين اليد العاملة اللازمة لتشغيل المحطات وحراسة الممرات السطحية لتتمكن من تسيير قطارات الركاب بشكل آمن ومستقر، إضافة إلى المحاور العاملة ومنها محور طرطوس– اللاذقية ومحور طرطوس- حمص- مناجم الفوسفات وإعادة تفعيل حركة القطارات لنقل مادة الفوسفات من مناجم الفوسفات بالشرقية وخنيفيس إلى معمل السماد في حمص وإلى مرفأ طرطوس للتصدير.

تفرعات وربط

وأشار العمر في تصريح خاص لصحيفة الحرية، إلى أهمية إنشاء بعض التفريعات، ومنها تفريعة سككية ومحطة تحميل تربط مقالع الإحضارات الحصوية في حسياء بمحطة كفرعايا في حمص ووضعت هذه التفريعة بالاستثمار في نهاية عام 2020 لنقل الإحضارات الحصوية إلى المناطق الساحلية وفقاً لطلبات النقل، حيث تم إنشاء ثلاث محطات تفريغ في كل من طرطوس وبانياس واللاذقية، وتسعى حالياً للنقل إلى محافظتي حلب وحماة بالتعاون مع المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية بعد أن يتم إنشاء وتجهيز محطات التفريغ في كل منهما.

المرافىء الجافة

أما فيما يخص ربط المرافئ الجافة والمدن الصناعية بشبكة الخطوط الحديدية والمرافئ البحرية، فأوضح العمر أنّ المؤسسة عملت على إعادة تأهيل التفريعات الواصلة بين شبكة الخطوط الحديدية والمرفأ الجاف في منطقة السبينة بدمشق، وكذلك ربط المدينة الصناعية في عدرا بدمشق، وأنه لابدّ من العمل على تنفيذ المرفأ الجاف وتفريعته من محطة خنيفيس إلى المدينة الصناعية في حسياء لربط المرافئ السورية بالمدن الصناعية. وتعدّ هذه المرافئ الجافة امتداداً للمرافئ البحرية، إضافة لإصلاح التفريعة التي تنطلق من محطة الضمير باتجاه المدينة الصناعية في عدرا لنقل الحاويات والحمولات للصناعيين من المرافئ.

 

اقرأ ايضاً:

ملف «الحرية».. بين النفحة التراثيّة وأبعاد التشغيل الاقتصادي.. الخط الحديدي الحجازي يرسم ملامح أفق جديد

Leave a Comment
آخر الأخبار