الحريّة – ميليا اسبر:
تعرضت خطوط السكك الحديدية خلال سنوات الحرب إلى تدمير وتخريب، أدى إلى خروج قسم كبير منها عن الخدمة. ونظراً لأهميتها في نقل البضائع والركاب وتخفيف الكثير من الأعباء والتكاليف، الأمر الذي تطلب من وزارة النقل التفكير بوضع خطة لاستعادة دور القطارات وتطويرها مستقبلاً.
للمواد الإستراتيجية
المدير العام للخطوط الحديدية السورية المهندس أسامة عزام حدّاد أوضح أنه يتم حالياً تسيير قطارات نقل البضائع للمواد الإستراتيجية (فيول – حبوب) وفقاً لطلبات النقل الواردة للمؤسسة وللمحاور العاملة (اللاذقية – طرطوس – حمص – حلب – تل بلاط /الرضوانية/)، (حمص – مهين – الشرقية و مهين – دمشق).
إعادة للعمل
وأوضح حداد في تصريح خاص لـ الحريّة أنّ المديرية تعمل على وضع خطة بهدف إمكانية إعادة السكك الحديدية للعمل، وذلك من خلال إعادة الربط السككي مع شبكة الخطوط الحديدية التركية على محور حلب المسلمية- الراعي بشكل مبدئي، وكذلك على محور المسلمية – ميدان اكبس، وتأمين شراء /15/ قاطرة جرّية استطاعة ( 3200 – 4000 ) حصان وتعمير /15/ قاطرة جرّية استطاعة (3200) متوفرة لدى المؤسسة، وتأمين العدد اللازم من الشاحنات والصهاريج اللازمة لحجوم النقل المتوقعة، إضافة إلى توسيع وتطوير مركز صيانة الأدوات المحركة والمتحركة في حمص– كفرعايا، وإعادة تأهيل وإعمار مراكز الإصلاح والصيانة للأدوات المحركة والمتحركة في حلب، وكذلك إعادة تأهيل وتطوير خط (طرطوس -حمص– مهين – الشرقية مناجم الفوسفات) وفقاً لحجوم النقل المتوقعة.
حدّاد: تسيير قطارات نقل البضائع للمواد الإستراتيجية (فيول – حبوب) وفقاً لطلبات النقل الواردة للمؤسسة
التواصل مع الدول الصديقة
حداد نوه بالتواصل مع الدول الصديقة لإمكانية تقديم الدعم الفني والمالي لتطوير شبكة الخطوط الحديدية ضمن إطار التعاون والشراكة، ولاسيما تأمين القطع التبديلية ومواد الخط الحديدي والمعدات والتجهيزات السككية اللازمة لإعادة تأهيل وتشغيل الخطوط الحديدية، والسعي لدى هذه الدول للتعاون في مجال تأهيل وتطوير القاطرات والشاحنات والصهاريج المدمرة، إضافةً إلى القديم منها والمنسق بحكم العمر الاستثماري، وتعويض النقص الكبير بالكوادر البشرية وتكثيف برامج التدريب والتأهيل ورفع المستوى الفني لجميع العاملين، بما يضمن إعادة تشكيل وتفعيل الكادر البشري الفني المتخصص، مع ضرورة الاهتمام به من ناحية الميزات والتعويضات تحفيزاً لأداء مميز ومضاعف. مؤكداً ضرورة الاستفادة من خبرات الشبكات الصديقة المتقدمة في مجال إجراء الدورات التدريبية السككية المتخصصة، وتطوير مراكز التدريب والتأهيل السككي من حيث المخابر والمناهج وكذلك للمعهد التقاني للخطوط الحديدية من حيث أساليب التدريس والمناهج المقررة للاختصاصات السككية.
الاستفادة من تجارب الدول
وأشار حداد إلى أنه يمكن لسوريا الاستفادة من تجارب وخبرات كافة الدول المتقدمة في المجال السككي، منها تركيا – دول الاتحاد الأوربي /فرنسا – ألمانيا – التشيك وغيرها / – دول شرق آسيا (الصين – اليابان – كوريا …إلخ) ، كما يمكن الاستفادة من التجربة المغربية، إضافة إلى إمكانية مشاركة الدول الراغبة في الاستثمار للعمل المشترك في هذا المجال وفق صيغة يتم الاتفاق عليها. مثل دول مجلس التعاون الخليجي – اليابان – الصين ..إلخ)، كاشفاً أن احتياجات البلاد للتوافق مع ما هو موجود من تطورات في النقل السككي إقليمياً تتطلب إعادة تأهيل الخط الحديدي لسير القطارات بالسرعات المقررة وازدواجية الخط في بعض الأقسام التي لا تكفي فيها الطاقة التمريرية والنقلية لاستيعاب حجوم النقل المستقبلية، وتأمين نظام إشارات واتصالات حديث، وأيضاً تأمين العدد اللازم من القاطرات الجرية وقاطرات المناورة وفق الاستطاعات التي تتناسب مع الحاجة الفعلية.
احتياجات البلاد للتوافق مع تطورات النقل السككي إقليمياً تتطلب إعادة تأهيل الخط الحديدي لسير القطارات بالسرعات المقررة
إعادة النظر بالدراسات
ولدى السؤال عن الإجراءات التي تعتمدها مديرية السكك الحديدية في هذا المجال، أجاب حداد بأنه يوجد عدة بنود، أهمها إعادة النظر بالدراسات المعدة سابقاً في كافة المجالات السككية التخصصية بما يتناسب مع التطورات العالمية وإعداد دراسات جديدة للمواضيع التي تتطلبها المرحلة الحالية والمستقبلية بما يلبي طلبات النقل المتوقعة، مضيفاً أنه لا يمكن تحديد مدى تضرر الخطوط الحديدية ما لم يتم الكشف على المحاور التي كانت متوقفة خلال الفترة الماضية، ومن المتوقع أن تكون الأقسام الأكثر تضرراً هي محور حلب اللاذقية، لكونه يحوي أعمالاً صناعية كبيرة (جسور وأنفاق)، إضافة إلى محور المسلمية ميدان- إكبس لقدمه ووجود أعمال صناعية على مساره أيضاً.
وكشف حداد أنّ أعداد القطارات المتوقعة أن تكون فاعلة بين المحافظات في المرحلة المقبلة أمر مرتبط بتوفير العدد اللازم من القاطرات بالدرجة الأولى، وتجهيز عدد من الشاحنات اللازمة لنقل البضائع وكذلك مجموعات “الترين سيست” والعربات لنقل الركاب، مؤكداً أنّ الاستيراد سيكون بشكل رئيس من الشبكة التركية المجاورة، إضافة إلى دول الاتحاد الأوربي.
اقرأ ايضاً: