على هامش مهرجان العسل السوري.. منقوع الأعشاب الطبية بالعسل: علاج آمن ومتاح وفعال

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية- المهندس عبد الرحمن قرنفلة:
اختتمت يوم السبت الماضي أعمال مهرجان العسل السوري السادس الذي انعقد برعاية الدكتور أمجد بدر وزير الزراعة، وبدعم من منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة/ أكساد، ونظمه فرع سوريا لاتحاد النحالين العرب، على مدى ستة أيام في مدينة الياسمين الرياضية بدمشق، وبمشاركة حوالي 60 نحالاً من المحافظات السورية، قدموا نماذج مختلفة من الأعسال السورية ومنتجات خلية النحل.

منتجات جديدة

ولفت الانتباه في هذا المهرجان منتجات جديدة متعددة، تطرح في مهرجانات العسل السوري ومنها العسل المُنكّه بالأعشاب الطبية والعطرية التي ستكون محور حديثنا هنا.
العسل مادة عضوية سكرية لزجة سميكة تصنعها نحل العسل، وقد استخدمته جميع الحضارات الإنسانية في غذائها، وذلك لمذاقه الحلو وخصائصه العلاجية، يبدأ تكوين العسل بجمع الرحيق من الأزهار المزهرة بواسطة النحل باستخدام خرطومه، والذي يتم إحضاره بعد ذلك إلى الخلية وتخزينه داخل إطارات، ثم يتحول الرحيق إلى عسل بإضافة إنزيمات والتهوية المستمرة التي تسبب التبخر وتؤدي إلى تكوين عسل لزج. يعتمد لون ونكهة العسل على الرحيق الذي يجمعه النحل، وقد استخدم العسل لأغراض التغذية وكذلك الطب لعدة قرون. ووفقاً للسجلات الأثرية، بدأ استخدام البشر للعسل منذ حوالي 8000 عام وتم توُثِّيق استخدام العسل لأغراض مُختلفة في الأدبيات الهندية القديمة، بما في ذلك الفيدا والأيورفيدا (منذ حوالي 4000 عام). ويُنصح بالعسل كدواء طبيعي يُحسّن العديد من الحالات الصحية ونظراً لاحتوائه على مُركّبات طبية مُختلفة، يُستخدم العسل عادةً في تركيب مُختلف المُكمّلات الغذائية والأدوية ومنتجات العناية الشخصية، وغيرها.

دواء طبيعي

ويُوصى بالعسل كدواء طبيعي يُحسّن العديد من الحالات الصحية، فالعسل غني بمضادات الأكسدة التي تجعله فعالًا في حماية البشرة من أضرار الجذور الحرة وينظم نشاط الإنزيمات لجعل البشرة متوهجة. وهو مُضادٌّ للشيخوخة لجميع أنواع البشرة، إذ يتميز بخصائص مُرطِّبة تُساعد على ترطيب البشرة وتقليل ظهور التجاعيد. ويُستخدم كمرهم للحروق والجروح وتهيج الجلد. كما يُستخدم كضمادة للإسعافات الأولية من قِبَل سكان المناطق النائية.

أثمن المنتجات

وفي “الأيورفيدا”، يُعد العسل من أثمن المنتجات الطبيعية وأكثرها فعالية، ويُستخدم لعلاج مختلف الأمراض، إما بمفرده أو بعد نقعه مع الأعشاب. إنه غذاء طبيعي غني بمضادات الأكسدة، ومغذٍّ للغاية، ويُستخدم على نطاق واسع كمُحلي طبيعي دون أي آثار جانبية. يتميز بخصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات والفطريات ومضادات الأكسدة.
كما تشير الدراسات إلى أنه يُثبت فعاليته في علاج العديد من الأمراض، مثل نزلات البرد والسعال والسرطان والسكري والتئام الجروح وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما يُستخدم العسل المنقوع بالأعشاب لعلاج الجروح ومرض السكري والوذمة اللمفية والوقاية من الأمراض السامة المزمنة، كجزء من الطب الشعبي.
مع أن الناس يعتقدون أن الأدوية العشبية أكثر فعالية وأماناً، فقد أُوصي بالعلاجات العشبية التقليدية لأغراض علاجية في جميع أنحاء العالم. وغالباً ما تُستخدم هذه العلاجات مجتمعةً، أو ممزوجةً بالعسل، أو بمفردها لعلاج أنواع مختلفة من الأمراض. واليوم تتوافر تركيبات حديثة من هذه الأدوية على شكل كبسولات وأقراص ومساحيق وحبيبات.
ووفقًا لنظام الأيورفيدا، فإن العسل المنقوع بالأعشاب مفيد للغاية لمعالجة ضعف الهضم والأسنان واللثة والجروح والديدان وعلاج الأرق، ما يجعل إدراج العسل المُنكّه بالأعشاب كحلٍّ عملي ضمن ممارسات الرعاية الصحية المعاصرة. فمع خصائصه الطبية الغنية وفعاليته المُثبتة في العلاجات التقليدية، ثمة حاجة ماسة إلى سد الفجوة بين الحكمة القديمة والتحقق العلمي الحديث.
ومن خلال توضيح الآليات الكامنة وراء الخصائص العلاجية للعسل المُنكّه بالأعشاب وتقييم تأثيره على مجموعة متنوعة من الحالات المرضية، يُمكننا تمهيد الطريق لعلاجات جديدة ومتاحة، وقد تُغيّر الحياة.

أهمية العلاج بالأعشاب في الطب التقليدي

تُعدّ العلاجات بالأعشاب الطبية المصدر الرئيسي للرعاية الصحية لعدد كبير من السكان في الدول النامية.
وتفخر الهند، على وجه الخصوص، بمنظومة طب تقليدية غنية، تشمل الأيورفيدا، واليوناني، والمعالجة المثلية، والسيدها، والتي تعتمد بشكل كبير على العلاجات العشبية، وقد اكتسبت سلامة وفعالية هذه الأدوية التقليدية ثقةً واسعة على مدى آلاف السنين من الاستخدام. وتُستخدم المنتجات العشبية الطبيعية بشكل متزايد في تطوير الأدوية الحديثة، والمكملات الغذائية، ومستحضرات التجميل، ومكونات الأغذية والمشروبات.

تحتوي هذه المنتجات على مركبات طبيعية تتميز بخصائص مضادة للفيروسات، والبكتيريا، والطفيليات الأولية، ومضادات الأكسدة، وقد أدى تزايد مقاومة الأدوية إلى زيادة كبيرة في استخدام الأدوية العشبية عند فشل العلاجات التقليدي حتى بالدول المتقدمة.

تدخل علاجي واعد

العسل المنكّه بالأعشاب الطبية يشكل علاجاً واعداً ضد مختلف الأمراض الخطيرة، وفي ظل تزايد مقاومة المضادات الحيوية، أصبح البحث عن علاجات بديلة، بما في ذلك المضادات الحيوية العشبية، أمراً ضرورياً، ولا سيما للعدوى البكتيرية.

الطب التكاملي

تعمل المكونات النشطة بيولوجيًا بتآزر، ما يُحسّن الفعالية العلاجية مع تقليل الآثار الجانبية، ويمكن أن يُمثل هذا النهج التكاملي بديلاً عن التدخلات الصيدلانية التقليدية، ويمكن أن يُمثل استكشاف العسل المُضاف إليه الأعشاب تدخلاً علاجياً واعداً ضد مختلف الأمراض الخطيرة الشائعة، ويمكن أن يؤدي فهم هذه الآليات إلى تطوير أساليب علاجية جديدة وفعالة من حيث التكلفة ومستدامة، تُلبي الاحتياجات السريرية غير المُلباة لفئات مُختلفة من المرضى، وهذا يؤكد أهمية إجراء أبحاث تعاونية داخل المجتمع العلمي لاستكشاف الفوائد المحتملة للعسل الممزوج بالأعشاب بشكل كامل، ما يشير إلى أن هذا النهج يمكن أن يبشر بعصر جديد من الطب التكاملي، يجمع بين أفضل ما في حكمة الطبيعة مع التقدم العلمي المتطور.

Leave a Comment
آخر الأخبار