زيارة الرئيس الشرع لأمريكا نقطة تحول تعيد دمج سوريا بالاقتصاد العالمي

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية –  مركزان الخليل:

سوريا اليوم تفتح صفحة جديدة في العلاقات مع العالم الخارجي، بعد سنوات طويلة من العزلة السياسية والاقتصادية، أخرجتها من دائرة الاهتمام، والتفاعل مع محيطها الإقليمي والدولي، الأمر الذي ترك ٱثاراً سلبية على طبيعة الحياة السورية الاقتصادية والسياسية، وأخطرها على الحياة الاجتماعية وتدني معيشة الأسر السورية، وخاصة خلال سنوات الحرب الماضية، التي فقدت فيها الكثير من مقومات اقتصادها الوطني.

خبير: ضرورة استثمار الانفتاح السياسي وتحويله إلى إصلاح اقتصادي حقيقي جاذب للمستثمرين

صفحة جديدة بمفردات اقتصادية..

وبالتالي الصفحة الجديدة حملت الكثير من القرارات لإنهاء العزلة الدولية التي أنهكت قطاعات الإنتاج والخدمات، ووصول رؤوس الأموال إلى مواقع استثمارية هامة، إلى جانب هجرة الكفاءات والخبرات الوطنية، ورأس المال الوطني إلى الخارج، لتأتي صفحة جديدة تلغي العقوبات الاقتصادية التي أدت إلى تراجع الإنتاجية الوطنية، وتعطل سلاسل التوريد المختلفة، وصعوبة الحصول على التقنية والتكنولوجية والتجهيزات اللازمة للتشغيل.

انفتاح تدريجي لإنعاش قطاعات حيوية..

الخبير الاقتصادي الدكتور وائل الحسن أكد لـ”الحرية” أن زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تمثل “نقطة تحول اقتصادي هامة”، مشيراً إلى أنها قد تفتح الباب أمام انفتاح تدريجي ينعكس إيجاباً على قطاعات حيوية في البلاد، خاصة بعد إلغاء العقوبات وإعادة دمج سورية في الاقتصاد العالمي، وبالتالي هذا الانفتاح المتوقع يمكن أن يحدث نقلة نوعية في عدة قطاعات رئيسية أخرى يمكن تحديدها في عدة مجالات رئيسية:
– تحديث البنية التحتية والخدمات:
من أهمها قطاع الطيران المدني، حيث أشار “الحسن” إلى أن رفع القيود عن قطع الغيار والطائرات سيسمح بتحديث الأسطول السوري وتحسين السلامة الجوية، كما أن عودة شركات الطيران الأجنبية، ستعزز حركة السفر والسياحة وتنعش قطاع الخدمات المرتبط بالمطارات.
أيضاً قطاع الاتصالات والإنترنت: رفع الحظر عن التقنيات الأمريكية المتقدمة سيتيح تحديث البنية التحتية للاتصالات، ما يفتح الباب أمام دخول شركات عالمية لرفع جودة الخدمة وخفض الأسعار، وإتاحة فرص الاستثمار في شبكات الجيل الخامس (5G).
– تحسين القطاع الصحي والصناعي..
وفي هذا المجال أكد الحسن أن فتح السوق أمام استيراد الأجهزة الطبية الحديثة من أمريكا وأوروبا، سيحسن جودة التشخيص والعلاج، كما أن دخول شركات الأدوية العالمية سيخفف من النقص المزمن في الأدوية ويخفض الأسعار، مع إمكانية تعزيز الشراكات في التصنيع الدوائي المحلي.
والجانب المهم أيضاً ما يتعلق بالقطاع الصناعي، وإمكانية فتح الباب لاستيراد خطوط إنتاج متطورة، ستحدث نقلة نوعية في الإنتاج المحلي، ما يفتح المجال أمام شراكات صناعية أمريكية – سورية لتبادل الخبرات وتحفيز الاستثمار في المناطق الصناعية.

– الطاقة الخفيفة والتنمية المستدامة: وفيما يخص قطاع الطاقة، أوضح الدكتور الحسن أن الانفتاح على تقنيات الطاقة المتجددة، مثل الألواح الشمسية والبطاريات، سيقلل الاعتماد على الوقود التقليدي، كما أن الشراكات مع الشركات الأمريكية في الطاقة النظيفة، ستسرّع التحول نحو اقتصاد أخضر، وتمويل مشاريع الطاقة الريفية سيحسن الخدمات في المناطق المهمشة ويعزز التنمية المستدامة، والتي تعكس بكليتها على واقع معيشة المواطن وتحسين مصادر الدخل له.

التحدي في الإصلاح الاقتصادي

وخلص الدكتور الحسن إلى أن هذه الزيارة، إذا ترافقت مع خطوات ملموسة مثل رفع جزئي للعقوبات وتسهيل التحويلات المالية، قد تمثل بداية انفتاح اقتصادي تدريجي يعيد سوريا إلى خارطة الاستثمار الدولي.
لكنه حذر من أن النجاح يتوقف على قدرة الحكومة على تهيئة بيئة قانونية شفافة، وضمان الاستقرار السياسي والأمني لجذب المستثمرين، مؤكداً أن التحدي الحقيقي يكمن في “تحويل الانفتاح السياسي إلى إصلاح اقتصادي حقيقي”.

Leave a Comment
آخر الأخبار