«نيويورك تايمز»: من سينتصر في الحرب العالمية… الثالثة؟

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – متابعة: مها سلطان:

إذا أردت أن تفهم السياسات الأميركية الدولية.. فتش عن الصين. ولأن منطقتنا هي ضمن هذه السياسات فإنها لا تشذّ عن قاعدة «فتش عن الصين».
يوم أمس الأول، السبت، مررت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية خبراً بارزاً وخطيراً في آن، لكنه لم يأخذ نصيبه من الاهتمام.
الخبر مفاده أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تحث اليابان واستراليا على توضيح الدور الذي ستلعبانه إذا دخلت الولايات المتحدة والصين في حرب بشأن تايوان.
ونقلت فايننشال تايمز عن مصادر مطلعة قولها إن إلبريدج كولبي، وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسات، كان يدفع بهذه المسألة خلال محادثات جرت في الآونة الأخيرة مع مسؤولي الدفاع في كلا البلدين.
ووفقاً للصحيفة، فاجأ طلب واشنطن كلاً من طوكيو وكانبيرا، إذ لم تقدم الولايات المتحدة نفسها ضماناً مطلقاً بالدفاع عن تايوان.
في اليوم التالي مباشرة ، أي أمس الأحد، كان لافتاً أن صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تحدثت في الشأن ذاته عبر مقال للكاتب روس داوثات بعنوان: «من المنتصر في الحرب العالمية…؟» حيث تطرق إلى مجمل السياسات الأميركية حول العالم، والأزمات المرتبطة بها، بما فيها منطقتنا، وصولاً إلى الصين، التي هي الهدف النهائي.. ليصل تحليله إلى أنه في حال اندلاع حرب بين الولايات المتحدة والصين فإن جميع الأزمات العالمية من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط ستُعاد قراءتها في كتب التاريخ «كمقدمات لحرب عالمية ثالثة».
ورغم أن الكاتب يرى أن الوضع الحالي لم يبلغ بعد مستوى «الانفجار الكارثي» إلا أنه يؤكد أهمية النظر إلى واقع الولايات المتحدة من منظور عالمي، حيث تشكّل كل من روسيا وإيران والصين، في رأيه، تحالفاً يسعى لاختبار النفوذ الأمريكي.
ويشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة شهدت تقلبات ملحوظة في السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أن الفترة بين عامي 2021 -2022 أظهرتها في موقع «الضعف» خاصة بعد انسحابها «الفوضوي» من أفغانستان، و«المبالغة» حسب تعبيره، في الوعود المقدّمة لأوكرانيا.
في المقابل يرى داوثات أن «الانتكاسات» التي تعرضت لها روسيا في أوكرانيا، إلى جانب النجاحات الأمريكية وقدرتها على حشد الدعم الدولي لأوكرانيا، قادت إلى موجة من الفخر وتجدد الثقة في استمرار الهيمنة الأمريكية، على حد تعبيره.
غير أن هذا التفاؤل استمر حتى «فشل» آخر هجوم أوكراني، وهجمات حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول 2023، حيث عاد المزاج العام إلى التشاؤم.
ويفسر الكاتب النظرة التشاؤمية بتراجع قدرة أمريكا على حماية حلفائها، تحت قيادة رئيس «منهك بسبب تقدمه في السن» في إشارة إلى الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
ويرى الكاتب أن الشعور بالأزمة ساهم في عودة دونالد ترامب إلى السلطة، لكن بداية ولايته أثارت مخاوف من إنهائه الصراع العالمي عبر التخلي عن الحلفاء وعقد صفقات مع «الطغاة».
ويقول: إن قصف ترامب للبرنامج النووي الإيراني جاء تتويجاً لفترة تراجع فيها نفوذ طهران، لكن التهديد لا يزال قائماً، كما أن أزمة غزة مستمرة بلا حل، كما أن تراجع ترامب عن تقنين السلاح لأوكرانيا لا يخفي محدودية الترسانة الأمريكية، ولا يلغي استمرار روسيا في كسب الأراضي ببطء.
ويرى الكاتب أن الصين تمثل خصماً أكثر جدية من روسيا أو إيران، لكنها في الوقت نفسه لاعب شديد الحذر، يكتفي بمراقبة تحركات حلفائها دون أن يتدخل مباشرة، بحسب ما جاء في المقال.
ويخلص الكاتب إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية بحاجة إلى استراتيجية طويلة الأمد لمواجهة الصين، بالإضافة إلى مرونة قصيرة الأجل، تجمع بين الانفتاح على السلام والاستعداد للحرب، في ظل صراع عالمي، على حد تعبيره.

Leave a Comment
آخر الأخبار
أبناء وأهالي السويداء ينادون باللجوء  للدولة والقانون بدل الانجرار للانتقام والتصعيد،  قطاع الدواجن السوري في خطر: منافسة اللحوم المجمدة تهدد الإنتاج المحلي والأمن الغذائي الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان: ندعو للتهدئة في السويداء ونرفض دعوات الحماية الدولية وزارة الدفاع السورية: باشرنا بالتنسيق مع الداخلية نشر وحداتنا العسكرية في المناطق المتأثرة بأحداث ال... الداخلية السورية: دورنا يقتصر على حفظ الأمن وحماية المدنيين في السويداء تحسينات ملموسة في قطاع المياه بـ«الحفة».. و جهود حثيثة لإعادة الحياة لـ«جبل الأكراد وسلمى وكنسبا» ‏«ريليف ويب»: حرائق الغابات شمال اللاذقية تفرض واقعاً مأساوياً نقل ١٩ حيواناً مصاباً من مناطق الحرائق إلى جمعية "رفق لإنقاذ الحيوانات " في حلب  المتحدث باسم الداخلية السورية: فرض هيبة الدولة والقانون داخل السويداء أمر ضروري ومطلب شعبي إدارة نادي المجد تتعاقد مع أنس مخلوف مدرباً لرجالها في الممتاز