هل الرؤية جيدة بمنظار ذكرى التحرير ؟

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية- يسرى المصري:

الأعياد المباركة تحل ضيفاً عزيزاً على بلادنا وقريباً نحتفل بذكرى تحرير سوريا الذي يعتبر العلامة الفارقة لتصحيح التاريخ والجغرافيا وتصويب البوصلة نحو إعادة بناء سوريا لكل السوريين وإعمار البلاد بدعم المجتمع الأهلي والصناديق السيادية التي تدعم الفقراء وتصوب الأحوال نحو الأفضل .
وفي مجتمعنا السوري نحتاج أن ننفض غبار التعب ..وآن الوقت لبدء صفحات بيضاء تعزز التسامح والمحبة والتعاضد بين الناس وترسم ملامح المحبة التي تشكل الهيكل العظمي لإعادة الإعمار .. ليس بالمال والتمويل والمشاريع فقط نبني البلاد لابد من نسج المحبة والتآلف والتعاضد بين الجميع الكل تحت مظلة سوريا هي الأم ولو اختلف أبناؤها ..بات من المضحك المبكي أن نغرق وسط تسميات طائفية ودينية وعرقية ومناطقية والعالم كله يتحول نحو الرقمنة والعولمة ويسخر من تلك الصراعات البالية والتي انقرضت في الدول المتقدمة والكل يعلم أنها عبارة عن مستنقع للرمال المتحركة يغرق الجميع ولا يحقق سوى المزيد من التعب والإنهاك للسوريين .
نريد أن نفرح بالتحرير ليس فقط تحرير البلاد وإنما تحرير العقول من الخلفيات والأحكام المسبقة التي لا تخضع لأي منطق أو عقل أو أخلاق ..هل نعيد ونزيد نحن اليوم نبني سوريا الجديدة نريد أن نكون على قلب واحد كي ننجح ..وهذا النجاح سيكون للجميع ..الاستثمارات والأموال القادمة ستهيىء فرص عمل للجميع من شركات التطوير العقاري وحتى دكان بائع الفلافل ..التحول الرقمي والتقنيات والاتصالات بحاجة الى جهود كل الشباب السوري ..الصحة تحتاج كل طبيب العدالة تحتاج كل محامٍ ..البلاد تحتاج كل جهد وأيضاً دعوات طيبة من الأمهات ..والجدات ..هكذا سنفرح بالتحرير ..
يليق بالسوريين الفرح ونقول لرجال الأعمال والتجار والمستثمرين والمسؤولين هل عشت تجربة أن تبذل جزءاً صغيراً من مالك لتحل عقدة ضيق تلتف على عنق إنسان ما قريب أو جار أو صديق إن سعادة العطاء لا يشعر بها إلا من بذل بعضاً من روحه قبل ماله في وجه خير .. سعادة تفوق إنفاق آلاف الليرات على الشهوات والملذات ستشعر بقيمتك وأنك كنت سبباً في جبر قلب كسرته الحياة القاسية ..فيمتلأ قلبك بالسعادة والطمأنينة والسكينة وكأنه برأ من صدأ الأنانية واللهاث وراء لحظة رضا حقيقية ..
الدين أخلاق ..العلم أخلاق ..العدالة أخلاق وأي شيء في الحياة تزينه الأخلاق تصبح له قيمة ويصير منبعاً للنور والرضا وللطاقة الإيجابية .. الإعمار يبدأ من الأخلاق من إعمار النفس نحن في وطننا الحبيب ..ثلة كبيرة من مواطنينا أصابها الضرر والعوز والفقر ولا شك أن إصلاح مجتمعنا يكون من إصلاح حياة الناس وهذا لن يتحقق إلا ببذل وعطاء وقد باشرت الدولة بحملات تطوعية وحصلت تبرعات لدعم بعض المدن والقرى وهذه بداية خير ومازلنا بحاجة الى المزيد من الحب والتعاضد .. نحتاج إلى الإنفاق وبسخاء على المدارس والمشافي والخدمات والبنى التحتية والبيوت والأراضي المتضررة , ومن هنا جاءت الأديان كلها في مثل هذه الحال تشجع على الإنفاق في كتب الله المنزلة في التوراة و الإنجيل والقرآن وفي تعاليم الأنبياء وتجد الكثير في أحاديث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ومن هنا فالاحتفال بذكرى التحرير سيكون بنكهة النصر والعطاء والبذل ولو بعطاء صغير خاصة في هذه الأيام المباركة التي تسبق ذكرى التحرير وهي من صميم قيمنا وأخلاقنا وموروثنا وعاداتنا وحبذا بالتجار المبادرة بخفض الأسعار رأفة بالفقراء من مواطنينا ولتكن صدقات وزكاة قد لا تزيد على ربع العشر في المال أي إنها لا تنقص من المال إلا كمن يغط يده بالماء و لينفق ذو سَعَةٍ من سَعَتِه وليسعد الناس والمجتمع بسخاء أغنيائه في مناسبة عظيمة في يوم التحرير والنصر العظيم.

Leave a Comment
آخر الأخبار