هوية بصرية جامعة

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- سامي عيسى:

احتفالية الأمس القريب كانت صورة جامعة لحضارات مرت “من هنا” سورية أرض العراقة والتاريخ، تحمل فيها عناوين مختلفة تعبر عن الإرث الكبير الذي قدمته سورية للعالم عبر مراحل طويلة، من علوم ومفردات كثيرة، كانت النواة الأولى لانطلاق حضارات الشعوب الأخرى..
من هنا “سجل يا تاريخ” أن سورية اليوم ليست كما الأمس، والقادم أفضل لها ولشعبها، وكل من يرتبط بجذورها، وتاريخها العريق الغني بالفكر المتنور، وفضائل علوم أنجزتها حضارات تعاقبت على أرضها، فائدتها عادت للجميع..
فالأمس القريب “سجل التاريخ” ولادة هوية بصرية جديدة جامعة للجغرافيا السورية وأهلها، بمفردات ورموز سورية، مستوحاة من حضارتها، ومن واقع أنجز الكثير منها، والتي يشهد لها العالم الواسع، بمفردات حملت نمواً مضطرداً في كل مجالات الحياة، أهمها العلوم السياسية و الاقتصادية والاجتماعية وحتى الفكرية، وما دلالات الهوية البصرية الجديدة لسورية إلا تأكيد لذلك، وما تضيفه من معان أخرى جامعة لوحدة سورية، من شمالها حتى جنوبها، ومن شرقها حتى غربها، تحكي قصة عقد اجتماعي يعيش الجميع في كنفه، تجمعهم لغة واحدة، ومحبة قوامها الأخلاق والمساواة والعدالة التي تحفظ حقوق الجميع.
وبالتالي فإن “الهوية البصرية ” رغم كل التقييمات، والآراء المختلفة، وخاصة ما يتعلق باللغة الفنية وجمالية التعبير، فإنها تشكل مفهوماً جديداً لحالة التموضع الاستراتيجي الجديد لسورية الحرة والجديدة، والتي تستوحي مستقبلها القادم من دلالات ومعاني ركائز هذه الهوية، والتي أطلقتها لتكون الجامعة لكل مفردات الحياة السورية، وما تحملها من مفردات العيش المشترك، وقوة العمل التي تبني الحضارة الجديدة، لتلامس كل معاني رمزية “العقاب الزهبي” واستراتيجية الدولة ورسالتها للعالم في الداخل والخارج، والتي تتجسد بثوابت وأهداف، وأسس تعتمدها الدولة بالاستناد إلى مقوماتها الثلاثة ” أرض- وشعب- وسلطة” ..
ما حدث يمكن اعتباره خارطة طريق لمستقبل سورية الجديدة الحرة، تحافظ من خلاله على الوحدة الجغرافية، والسكانية وكل ما يرتبط بها من مفردات جامعة، تحمل خطوات المستقبل القادم الذي يضمن وحدة سورية واستقرارها، وكرامة أبنائها على اختلاف تنوعهم ومذاهبهم..
إذاً “الهوية البصرية الجديدة ” رمزيتها تعبر عن ذاتها ومضمونها، ومسارها الصحيح لإعادة بناء الدولة من جديد، وتجاوز كل المحن والآثار السلبية التي فرضتها سنوات حرب طويلة، والانطلاق نحو تعزيز الوحدة الوطنية في كل المجالات، وترسيخ هوية العيش المشترك تحت سقف الوطن، والدولة التي تهتم بإدارة مقدرات الدولة، وشؤون مواطنيها بالعدالة والمساواة التي يعيش الجميع تحت سقفها…
هوية بصرية جديدة، لسورية جديدة، بكل مكوناتها ومفرداتها، سورية الحرة، والجميع ينتظر ترجمة كل ما هو جميل لحياة أفضل، وعيش كريم.

Issa.samy68@gmail.com

Leave a Comment
آخر الأخبار