وزارة السياحة واللجنة الوطنية للدراما .. تفاهم يرسم خارطة سياحية جديدة 

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية – نهلة أبو تك:

تُعيد الدراما السورية تعريف الجغرافيا السياحية للبلاد، بعد أن تحوّلت مواقع التصوير إلى مقاصد فعلية للزوار. من قرية السمرا في منطقة كسب، التي حظيت بشهرة واسعة عقب عرض مسلسل “ضيعة ضايعة”، إلى مشقيتا في ريف اللاذقية، التي كشفت مشاهد مسلسل الجوارح عن سحر بحيراتها وغاباتها، باتت الكاميرا الدرامية وسيلة فعّالة لتقديم سورية كوجهة سياحية تزخر بالجمال الطبيعي والتنوّع الثقافي.

مذكرة تفاهم

في هذا السياق، تعمل وزارة السياحة على توقيع مذكرة تفاهم مع اللجنة الوطنية للدراما السورية، تهدف إلى تنفيذ مجموعة من الأعمال الدرامية التي تُبرز المعالم السياحية في مختلف المحافظات، وتُسهم في دعم الصورة الإيجابية لسوريا على الصعيدين المحلي والدولي.

وفي تصريح خاص لـصحيفتنا “الحرية”، أوضح عبد الله الحلاق، المسؤول الإعلامي في وزارة السياحة، أن الدراما ليست مجرد ترفيه، بل أداة استراتيجية للترويج، قادرة على إبراز التنوع الجغرافي والثقافي الذي تتمتع به سوريا.

مضيفاً: نحن نعمل على توظيف هذا الدور بالتعاون مع اللجنة الوطنية للدراما، من أجل إيصال صورة سياحية متكاملة تعكس غنى سورية بالمواقع الجاذبة، سواء في المدن الساحلية، أو الريف الجبلي، أو البيئة الشامية، إذ تقدم الدراما فرصة نادرة لربط الجمهور بالمكان، وتحفيز السياحة الداخلية والخارجية على السواء.

تجارب عالمية ناجحة

يعكس هذا التوجه ما شهدته بلدان أخرى، مثل تركيا وإسبانيا، حيث استفادتا من شعبية المسلسلات والأفلام العالمية في جذب أعداد هائلة من السياح إلى مواقع التصوير، محولة الشاشة إلى دعوة مفتوحة للزيارة والاكتشاف.

تأثير ملموس على الأرض

في سوريا، بدأت آثار هذا الربط بين الدراما والسياحة تظهر بوضوح، كما في مسلسل ضيعة ضايعة قرية السمرا – كسب، فتحولت المنطقة إلى وجهة صيفية يقصدها الآلاف سنويًا.

كذلك مسلسل الجوارح مشقيتا – ريف اللاذقية، حصل ازدياد كبير في عدد الزوار للبحيرات والغابات، وأيضاً في أعمال البيئة الشامية دمشق القديمة تنشيط للزيارات للبيوت والأسواق والحارات التراثية.

شهادات من الواقع

يقول حسام صقر، أحد زوار مشقيتا: كنت أزورها منذ سنوات، لكن بعد مشاهدة الجوارح، رأيتها بعين مختلفة. المشاهد عززت ارتباطي بالمكان ومنحتني رغبة أكبر لاكتشافه عن قرب.

أما مرام حسون، طالبة في معهد الفندقية، فتؤكد أن: الدراما تُقدّم المكان بطريقة إنسانية وحميمية، أكثر من أي إعلان. هي تروي قصته وتجعله مألوفًا، حتى قبل زيارته.

من النص الدرامي إلى الخريطة السياحية

مع المذكرة المرتقبة بين وزارة السياحة والدراما السورية، تتجدد الآمال في أن تتكامل الصورة الفنية مع الجهود التنموية، وأن تصبح كل حلقة درامية بداية رحلة جديدة نحو مكان يستحق أن يُزار، لا أن يُشاهد فقط.

Leave a Comment
آخر الأخبار