الحرية- رحاب الإبراهيم:
نغص نقوق آلاف الدواجن في حماة بسبب الحرارة الشديدة، فرحة المربين بقرار وزارة الاقتصاد بمنع استيراد الفروج المستورد، الذي لطالما طالبوا به، حيث ألحقت موجة الحر التي تضرب البلاد خسائر مادية كبيرة، وسط تحذيرات من استمرار تأثيرها المضر على الثروة الحيوانية.
خسائر المربين الفادحة جراء موجة الحر المترافقة مع دخول الفروج المجمد أشار إليها نائب رئيس لجنة الدواجن في غرفة تجارة حماة ونقيب الأطباء البيطريين السابق الدكتور عبد العزيز شومل، الذي بين تأثير هذه الخسائر على المربين، خاصة أن قرار السماح باستيراد الفروج المجمد المستورد لا يزال ساري المفعول كون تنفيذه على أرض الواقع يبدأ في ١٥ الشهر الجاري، وهذا رفع من أعبائهم المادية، خاصة أن البيع كان دون التكلفة، فالمربي خسر ما بين ٣-٤ آلاف ليرة سورية في كل كيلو فروج حي.
قرار منقذ
لكن هذه الأعباء المتزايدة على المربين لا تمنع ابتهاجهم بقرار وقف السماح باستيراد الفروج المجمد، الذي وصفه الدكتور البيطري شومل بالخطوة الإيجابية والقرار المدروس والمنقذ لقطاع الدواجن، فصدور هذا القرار أعاد الأمل للمربين المنتجين، الذين كانوا على وشك الإفلاس بعد تراكم الخسائر وعدم قدرة قطاع الدواجن على منافسة الفروج المجمد المستورد لانخفاض أسعاره، مع أن المنتج المحلي نوعيته أفضل ومراقب صحياً في حين يشك بمصدر الفروج المجمد وصلاحيته للاستهلاك البشري، عدا عن فوائد المنتج المحلي في دعم الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي، شاكراً وزارة الاقتصاد على إصداره بتوقيت أنقذ مئات المداجن من الإغلاق.
قدرة على التصدير
ورغم أهمية صدور قرار وقف استيراد الفروج المجمد طالب شومل باستمرارية العمل بالقرار وعدم رهنه بفترة زمنية معينة، حتى يستطيع قطاع الدواجن النهوض واستعادة قوته ليعود إلى مكانته المعهودة كأحد القطاعات الحيوية الداعمة للاقتصاد الوطني، حيث يعمل فيه أكثر من ٢٠ ٪ من السوريين، مع ضخ استثمارات فيه تقدر بمئات ملايين الدولارات، إذ بادر مئات المربين فور التحرير إلى ترميم مداجنهم وإعادة تشغيلها من جديد، وبناء على ذلك أصبحت هناك كثافة في الإنتاج تغطي حاجة السوق مع فائض للتصدير، إلا أن إصدار قرار السماح باستيراد الفروج المجمد فرمل إنعاش قطاع الدواجن، الذي يتوقع أن يشهد تحسناً ملحوظاً بعد سريان تنفيذ قرار وقف الاستيراد، بحيث يعاود المربون الإنتاج بهمة أكبر وبكميات تغطي حاجة السوق المحلية، فاليوم لسنا بحاجة إلى الاستيراد إطلاقاً، وقطاع الدواجن قادر ليس فقط على الإنتاج محلياً وإنما التصدير أيضاً..
دعم وحماية
وشدد نائب رئيس لجنة الدواجن في غرفة تجارة حماة على أهمية منح الحكومة والجهات الأخرى المسؤولة عن قطاع الدواجن، الدعم اللازم والحماية المطلوبة للمنتج الوطني وتمكينه من الاستمرار في الإنتاج على نحو ينعكس بالإيجاب على كافة الجهات، فالمربون الصغار تصل نسبتهم إلى ما بين ٧٠-٨٠٪، من إجمالي المربين وهؤلاء لا يقدرون على “الصبر” في حال استمرار الخسائر، الأمر الذي يتطلب اتخاذ قرارات مدروسة بالتعاون مع الجهات المعنية أيضاً بهذا القطاع كالغرف الزراعية والتجارية لدعم قطاع الدواجن وتقويته، عبر تأمين المستلزمات المطلوبة للإنتاج وتخفيف التكاليف على المربين وخاصة في فصل الشتاء، الذي ترتفع فيه تكاليف التربية أكثر من الصيف كما هو معروف.
أرباح مقبولة
وأكد شومل أهمية إصدار قرارات مدروسة تصب في استعادة قطاع الدواجن عافيته وتحسن معيشة المربين، الذين لا يبحثون عن هوامش ربح كبيرة وإنما مقبولة تضمن استمرارية مصلحتهم وتطويرها وتأمين مصدر دخل جيد لهم، ومن هنا تبرز أهمية إصدار تسعيرة بصورة دورية تراعي التكاليف بالتعاون بين وزارتي الزراعة والاقتصاد والغرف الزراعية والتجارية، فمثلاً حينما تنتج كميات تغطي السوق المحلية ويصدر الفائض يجب إصدار تسعيرة ملزمة تراعي مصلحة المربي والمواطن، وهذه مسؤولية الدولة، التي تراقب وتهدد في حال شطَّ المربون في أسعارهم على مبدأ “إرع المربي واحم المستهلك”، من دون أن تعفي جهات القطاع الخاص المعنية من مسؤوليتها في ضبط الأسواق ومنع التجاوزات السعرية حال حدوثها.