الحرية – دينا عبد:
يتأثر التحصيل الدراسي بالعديد من العوامل والمعوقات الاجتماعية والنفسية التي تعد الأكثر أهمية، كالعنف اللفظي الذي يتعرض له التلميذ من قبل بعض المعلمين في المدرسة والذي ينعكس على الجانب النفسي وهو ما يظهر بشكل سلبي في التحصيل الدراسي التلميذ.
حالات
يقول ماجد عبد الكريم في الصف السابع إن الكلمات التي كان يسمعها من بعض المعلمين في المدرسة لا يمكن أن تُمحى من ذاكرته، سيبقى يتذكرها ويرويها لأبنائه.
متذكراً أنه في إحدى المرات جاء إلى المدرسة وقد نسي أن يكتب واجب اللغة الإنكليزية بسبب عارض صحي، إلا أن المعلمة لم تسمح له بتقديم أي عذر فبدأت بتوبيخه ومنذ ذلك الحين وهو يكره المادة والمعلمة أيضاً (بحسب ما ذكر).
أما ماري في الصف السادس قالت: إحدى المعلمات قامت بتعنيف زميلي بالألفاظ السيئة حيث وصفته (بالغبي) لأنه لم يتمكن من حل كامل طلبات المسألة الرياضية؛ مبينة أن هذه المشكلة مضى عليها 3 أيام وإلى الآن لم يداوم زميلي في المدرسة لأنه يشعر بالخجل من الظهور أمام رفاقه في الصف، فهم حتماً سينادونه بالغبي كما وصفته المعلمة.
بدورها المعلمة هنادي الخليل أشارت إلى أن واجب المعلمة استيعاب الطلاب واعتباره أحد أبنائها فلا يجوز نعته بأي صفة سيئة ومن حق ولي أمره تقديم شكوى لإدارة المدرسة لمحاسبة المعلمة.
منوهة إلى أن العنف اللفظي يؤثر في نمو التلاميذ بدنياً وعلمياً وكذلك يؤثر في نمو شخصيته.
انعدام الدافعية للتعليم
وبرأي المرشدة التربوية صبا حميشة أن وقع وتأثير العنف اللفظي يكون أكثر تأثيراً من العنف الجسدي وذلك لأن الطالب سيشعر بالنقص وتنعدم دافعيته للتعليم ويصبح انطوائياً بعيداً عن رفاقه، فالعنف اللفظي أو العقاب لا يكون بالصراخ لأن الطالب قد ينسى آلام الضرب بعد دقائق لكن من الصعب أن ينسى الإهانة اللفظية الموجهة له خاصة إذا صدرت من أستاذه الذي يعتبره القدوة في حياته.
وعن الحلول التي يمكن أن تحل مكان العقاب اللفظي أوضحت حميشة أنه في هذه الحالة يمكن التواصل مع ولي الأمر ،أو يمكن الاستعانة بالمرشدة النفسية او اللجوء لإنقاص درجات أعماله.
وختمت حميشة حديثها بالتأكيد على أهمية الحوار الفعال بين المعلم والتلميذ فهو الحل الناجح ولا ننسى أن بعض الطلاب هم أصدقاء لمعلميهم يتفوقون بالحوار عليهم في بعض الأحيان.