الحرية – آلاء هشام عقدة:
يسعى الرئيس أحمد الشرع، في زيارته التاريخية إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى إعلان نهاية مرحلة قاتمة من حياة الشعب السوري، اتسمت بالعقوبات الدولية والعزلة الإقليمية والدولية، وما رافقها من حرب ودمار.
وبيّن الدكتور ذو الفقار عبود، أستاذ العلاقات الدولية في كلية الاقتصاد بجامعة اللاذقية، لـ«الحرية» أن الرئيس الشرع، خلال لقائه وفداً من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأميركية، ألقى خطاباً جامعاً للسوريين، تحدث فيه عن ما سماه «روح التعاون بين السوريين في المهجر»، داعياً إلى بدء تنفيذ خطة طموحة لبناء سورية بأيادي أبنائها الأوفياء، وفي الوقت نفسه، شدّد على ضرورة استثمار الفرصة من خلال التأكيد على البناء، مع التذكير بأن سوريا بحاجة إلى جهود أبنائها في الداخل والخارج على حدٍّ سواء.
الأبعاد السياسية والدبلوماسية
أشار الدكتور ذو الفقار إلى أن الرئيس الشرع يطمح إلى إقناع ترامب بأن سوريا الجديدة باتت جاهزة لمرحلة رفع العقوبات المفروضة بشكل كلي، من خلال التزامها بالاستحقاقات الدولية، لذلك، تحمل هذه الزيارة – التي تأتي بعد انقطاع دام أكثر من ستين عاماً – أهمية بالغة، وتُرافق جهود عودة سورية إلى المجتمع الدولي من جديد، حيث يُنتظر أن تشهد توقيع اتفاق لانضمام سورية إلى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وإعادة الاستقرار والأمان إلى المنطقة.
مواجهة التحديات
وأوضح الدكتور ذو الفقار أن زيارة الرئيس الشرع تعكس تغيراً كبيراً في المواقف الدولية تجاه سورية، وتؤشر إلى انفتاحها على الدول الإقليمية والكبرى والعظمى، وتعزيز دورها في مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة، ما سيسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي وحفظ الأمن والسلم الدوليين.
وتابع: «الزيارة تفتح آفاقاً جديدة أمام الحوار السياسي والتعاون الأمني في المنطقة، وترسم مساراً سياسياً يعنى بملفات هامة، أبرزها إعادة إعمار سوريا بعد سنوات طويلة من الحرب، وإيجاد حل لمشكلة اللاجئين السوريين وسبل عودتهم، وآلية العمل على مكافحة الإرهاب وتأمين الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي لدول المنطقة».
آمال كبيرة لرفع عقوبات قيصر
لكل ما سبق، يعلّق السوريون آمالاً كبيرة على نتائج زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة، لناحية رفع العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر، والذي يتطلب توافق مجلسي الكونغرس من الشيوخ والنواب، ما سينعكس إيجاباً على معيشة المواطنين السوريين.