الحرية – طلال الكفيري:
يبدو أن أجور تخزين التفاح لهذا الموسم قلبت موازين المعادلة الحسابية للمزارعين، ولاسيما مع وصول الأجور المطلوب منهم دفعها لقاء التخزين إلى 23 ألف ليرة على الصندوق الواحد.
ووفق هذه الحسبة غير المتوقعة، وحسب ما أكد عدد من الفلاحين لـ” الحرية” بات حرياً بهم رصد نحو مليون وثلاثمئة ألف ليرة كأجور تخزين على الطن الواحد، لكون كل 60 صندوقاً تساوي طناَ واحداً، وهذا بكل تأكيد سيلحق بهم خسائر مادية كبيرة، وخاصة أن التخزين قد يطول أمده إلى شهر نيسان، لكون تسويق التفاح هذا الموسم شبه معدوم.
وبالمقابل يرى عدد من أصحاب البرادات أن رفع أجور التخزين يعود إلى الانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائي، والذي يصل إلى ست ساعات ونصف قطع، مقابل نصف ساعة وصل، وعدم توفير مادة المازوت لهم لزوم تشغيل مجموعات التوليد الخاصة ببراداتهم أثناء انقطاع التيار الكهربائي، ما يضطرهم لشرائها من السوق السوداء بسعر مرتفع، وهذا يرتب عليهم أعباء مالية إضافية، علاوة على ما ذكر فهناك أعمال الصيانة والإصلاحات التي قد تصل إلى أكثر من مليوني ليرة.
وأضافوا: إن عدم تشغيل البرادات طيلة فترة ساعات التقنين سيؤثر سلباً على التفاح المخزن بالبرادات نتيجة:
– تعرض التفاح للذبول، وبالتالي إصابته بالعفن. – إضافة لنقص وزنه وهذا سيؤدي إلى رفض التجار لشرائه من الفلاحين، وهذه النتيجة يتحملها بالتأكيد صاحب البراد.
رئيس الرابطة الفلاحية في مدبنة السويداء نعيم كيوان أوضح لـ” الحرية ” أن القرى المنتجة للتفاح هي (مباماس – سهوة الخضر- الكفر- عرمان- الرحى- سالة.. )، تحتضن أكثر من 150 براداً وأجور التخزين بكل صراحة مرتفعة، وهي أعباء إضافية تضاف على تكاليف الإنتاج،
منوهاً إلى أن ارتفاع أجور التخزين مرده إلى
عدم توفر ثنائية الكهرباء والمازوت، واضطرار أصحاب البرادات لشراء المازوت بسعر مرتفع، فعدم تشغيل البرادات سيؤدي إلى تلف المحصول، فالإبقاء على المحصول في حالة جيدة يتطلب تشغيل البراد لمدة ست ساعات متواصلة دون توقف.
ويشار إلى أن إنتاج التفاح لهذا الموسم تراجع 50 بالمئة عن الموسم الماضي، بسبب قلة الهطولات المطرية خلال فصل الشتاء، علماً أن التفاح يحتل المرتبة الأولى بين زراعات الأشجار المثمرة في السويداء.