حين تتبخر أحلام نتنياهو بالترانسفير ويبقى أصحاب الأرض

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية- دينا الحمد:

منذ قيام إسرائيل وحتى يومنا وهي تسعى بكل ما في وسعها لتهجير الفلسطينيين من وطنهم، وها هي أرقام المنظمات الدولية تؤكد أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم يتجاوز السبعة ملايين، ومنذ الموجة الأولى للجوء وتل أبيب ترمي بكل ثقلها لطمس حق العودة الذي أقرّته الأمم المتحدة بقرار رسمي صادر عنها.
وجميع حكام إسرائيل عملوا على تنفيذ هذه السياسات من بن غوريون وحتى نتنياهو مروراً بغولدامائير وشامير وشارون وباراك وغيرهم، وما جرى في العامين الأخيرين من الحرب على غزة كان الشاهد على مخطط نتنياهو لتهجير سكانها بالكامل إلى سيناء والأردن، التي سرّبتها الصحافة الإسرائيلية والغربية بأدق تفاصيلها.
فمنذ اليوم الأول للحرب على غزة شهدنا ما يزيد على 700 ألف فلسطيني في شمال قطاع غزة يتعرضون لأبشع أشكال الإبادة الجماعية، حيث صعّد الاحتلال القصف والتدمير وقتل عشرات الألوف وعمق المجاعة بحق من بقي على قيد الحياة لدفعهم إلى النزوح باتجاه وسط وجنوب القطاع ليواجهوا المصير نفسه، وبالتالي يمارس نتنياهو عليهم السياسات ذاتها لإخراجهم من القطاع وتهجير نحو أكثر من مليوني فلسطيني من ديارهم وأرضهم.
وقد رأى العالم خلال الحرب على غزة كيف يقوم نتنياهو بتدمير البشر والحجر والمشافي وكل شيء، وكيف يفاقم الكارثة الإنسانية ويمنع إدخال المساعدات إلى كل قطاع غزة بهدف تكريس احتلاله للقطاع وفصله عن الضفة الغربية لمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة من جهة ولتهجير أهل غزة من جهة ثانية.
ورغم أن معظم دول المنطقة والعالم رفضت سياسات الترانسفير تلك بحق سكان غزة، مطالبة بمنع الاحتلال الإسرائيلي من إخراج أهالي قطاع غزة إلى سيناء والأردن بالقوة إلّا أن حكومة نتنياهو ظلت تسير بخططها غير عابئة بمواقف العالم أو القانون الدولي.
ولكن رغم إصرار نتنياهو على اعتماد سياسة التطهير العرقي لأهل غزة وطردهم من أرضهم إلا أن نهايات الحرب والتوقيع على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف النار في غزة والبدء بتنفيذ بنودها التي تقول بعودة السكان إلى ديارهم وانسحاب إسرائيل إلى الأماكن المتفق علبها أطاحت بمخططات نتنياهو وأحلامه وبقي أصحاب الأرض في غزة في ديارهم ووطنهم، لأن صاحب الحق لا يمكن هزيمته، ولأن المحتل لا يمكن أن يحقق أهدافه مهما بلغ من الجبروت والقوة.

Leave a Comment
آخر الأخبار