الحرية- رجاء عبيد:
يعاني السكان في مخيم اليرموك بدمشق من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يومياً، تصل في بعض الأحياء إلى انقطاع كامل لأكثر من أسبوعين، ما يفاقم معاناتهم اليومية ويحرمهم من أبسط الخدمات الأساسية، أبرزها الحصول على المياه.
في تصريحات خاصة لـ”الحرية”، شكا أهالي المخيم، وخاصة القاطنين في جادات شارع “الجاعونة”، من غياب الخدمة الكهربائية منذ ما يزيد على 15 يوماً. وأوضحوا أن هذا الانقطاع المطول يحرمهم من ضخ المياه إلى منازلهم، ولا سيما في الطوابق العليا، ما يضاعف الأزمة ويحوّلها إلى معاناة شاملة.
وناشد الأهالي الشركة العامة لكهرباء مدينة دمشق بالتحرك العاجل لإنهاء محنتهم، مشيرين إلى وعود سابقة من قبل المتعهد المسؤول بتأمين كابل جديد بديل عن الكابل التالف البالغ طوله 12 متراً، دون أن يتحقق ذلك على أرض الواقع حتى الآن.
مدير شركة كهرباء دمشق: لدينا ثلاثة مراكز تحويل والعمل جارٍ على تجهيز مراكز جديدة
قصور في البنية التحتية
وكشف الأهالي عن حجم التحدي البنيوي، حيث أوضحوا أن المنطقة التي يقطنها أكثر من 50 ألف نسمة تُخدم حالياً بمحولة كهرباء واحدة فقط، تتعرّض لأعطال متكررة بسبب الضغط الهائل عليها. في المقابل، كان المخيم قبل سنوات يُخدم بأكثر من 80 محولة، ما يعكس الفجوة الهائلة بين الواقع الحالي والإمكانات السابقة.
البنية المدمرة تحتاج إعادة تأهيل
من جهته، علق المدير العام للشركة العامة لكهرباء محافظة دمشق، المهندس حسام المحمود، على الوضع بالقول: إن وضع مخيم اليرموك، وشارع الجاعونة تحديداً، “مرتبط بواقع صعب”.
وأضاف في حديثه لـ”الحرية”: أحياء مثل “اليرموك والتضامن والقابون والقدم” كانت مناطق مدمرة وخالية لفترة طويلة، ما أدى إلى تضرر البنية التحتية الكهربائية فيها بشكل كبير، “وتحتاج إلى إعادة تأهيل شبه كاملة”.
وأشار المحمود إلى وجود ثلاثة مراكز تحويل عاملة داخل اليرموك حالياً، لكنها “لا تكفي لتغطية الزيادة الكبيرة في عدد السكان العائدين”. مؤكداً أن العمل جارٍ ضمن الإمكانات المتاحة على تجهيز مراكز جديدة، وتحسين مستوى الجهد الكهربائي، وتوسيع القدرة الاستيعابية للشبكة.
جهود المتابعة والتنسيق
وحول آليات معالجة الأعطال، أوضح المحمود أن هناك تنسيقاً يومياً بين الورشات الفنية ولجان الأحياء، قائلاً: “نسعى بكل طاقتنا للإسراع في معالجة الأعطال وتأمين التغذية الكهربائية بما أمكن”.
كما أكد على وجود تنسيق مستمر مع محافظة دمشق فيما يتعلق بالأحياء المدمرة وآليات إعادة الإعمار، “بهدف تأمين دعم إضافي يتيح تنفيذ مشاريع حيوية لتحسين الشبكة الكهربائية في المخيم والمناطق المجاورة”.
واختتم تصريحه بالقول: إن المتابعة والعمل المستمرين سيسهمان في تحسين الأوضاع تدريجياً.