الحرية- رحاب الإبراهيم:
شهدت أسعار الخضار في مدينة حماة انخفاضاً ملحوظاً هلل له المواطنون الفقراء وأصحاب الدخول المحدودة على نحو يمكنهم من شراء طبخة اليوم من دون عناء الحسابات المطولة، لكن هذا الأمر الإيجابي قابله تأثير سلبي على الفلاحين، الذين تعرضوا إلى خسائر جراء اضطرارهم إلى بيع محاصيلهم بأسعار أقل من التكلفة تداركاً لخسائر أكبر باعتبار هذه المنتجات سريعة التلف.
صحيفة “الحرية” رصدت أسعار الخضار في المدينة وبعض أسواق أريافها، حيث يضاف مبلغ يتراوح ما بين ألف إلى ألفين ليرة على سعر هذه المنتجات، فمثلا يباع كيلو البندورة بـ٣ إلى ٤ آلاف ليرة في حماة، بينما يباع في أسواق بعض القرى أو المحال التجارية بين ٥ إلى ٦ آلاف ليرة، والفاصولياء بـ٥ آلاف بينما تسعر في أسواق الأرياف بـ٦ إلى ٧ آلاف، والخيار بـ١٥٠٠ في أسواق المدينة وبسعر٢٥٠٠ ليرة في أسواق الأرياف، والكوسا بـ١٠٠٠ إلى ١٥٠٠ ليرة، وفي القرى بـ٢٥٠٠ ألف ليرة.
دون حسابات
“الحرية” التقت بعض باعة الخضار في بعض القرى، والسؤال عن تسعير هذه المنتجات وخاصة أنها تشهد انخفاضاً مقبولاً لكونها في عزّ موسمها، حيث أشار البائع سليم منجد إلى أنّ زيادة قرابة ألف ليرة على كل كيلو غرام أمر طبيعي بغية تغطية تكاليف نقل البضاعة وبعض الأجور الأخرى على نحو يحقق هامش ربح بسيطاً لمن يشتغل بهذه المهنة، وهذا حق مشروع، مشيراً إلى زيادة الإقبال على شراء الخضار في ظل سعرها المنخفض مقارنة بالعام الفائت من الفترة ذاتها.
وهو أمر أكدته السيدة ميساء الحسن “أم لأربعة أولاد ” بقولها: انخفاض أسعار الخضار بهذه الفترة يفرحني كما يفرح كل العائلات محدودة الدخل، حيث أصبح بإمكاننا شراء طبخة اليوم من دون التفكير مطولاً وإجراء حسابات لا تنتهي، فاليوم مثلاً قصدت المحل لشراء كوسا للمحاشي، التي لم يتجاوز سعرها عشرة آلاف ليرة عند شراء ٤ كيلو من الكوسا، طبعاً يحتاج إنجاز الطبخة لمكونات أخرى انخفض سعرها أيضاً لكن ليس كالمأمول مقارنة بالدخول المنخفضة، وتضيف: نأمل أن يشمل الانخفاض جميع السلع حتى تشعر العائلات بالفرق خاصة أن عيد الأضحى على الأبواب.
“تراب المصاري”
يعد القطاع الزراعي عصب الاقتصاد المحلي، ما يفرض التوجه إلى تقديم الدعم المطلوب لإنقاذه وتشجيع الفلاحين على زراعة أراضيهم ولو كانت بمساحة صغيرة، وهو ما يطالب به المزارع سليم أبو محمد، كما عرّف عن نفسه ليقول عن محاصيله “الخضرية” التي يعتمد عليها في تحسين معيشة عائلته: تباع الخضار اليوم بتراب المصاري، بينما تكلفني مبالغ كبيرة لقاء تأمين مستلزمات الزراعة وأجور العمال وغيرها، وهذا ما عرّضني لخسائر في حين كنت أتوقع تحقيق أرباح جيدة تسد التكاليف مع هامش ربح مقبول يضمن تحسين المعيشة والاستمرار في زراعة أرضي، مشيراً إلى اضطراره إلى بيع محصوله من الخضار أسوة بكل الفلاحين تجنباً لمزيد من الخسائر لكونها منتجات سريعة العطب.
قرار جيد
وطالب الفلاح سليم بدعم الفلاحين وإصدار قرارات لدعم القطاع الزراعي بغية تخفيف التكلفة قدر الإمكان، مشدداً على أهمية السماح بتصدير منتجات الخضار للمساهمة في إيجاد مورد رزق جيد للفلاحين ورفد الخزينة بالقطع الأجنبي، واصفاً القرار بخصوص وقف استيراد الخضار (بندورة ـ خيار ـ بطاطا ـ كوسا ـ باذنجان ـ بصل ـ ثوم ) بداية الشهر القادم بـ”الجيد”، والذي سينعكس بالإيجاب على الفلاحين والقطاع الزراعي عموماً.