الحرية – وليد الزعبي:
عاندت متاجر بيع مواد إكساء المباني بأسعارها مجاراة الانخفاض الحاصل في أسعار غيرها من السلع بعد التحرير، والذي جاء نتيجة إلغاء المنصة السيئة الصيت وانسيابية حركة البضائع بلا أعباء إضافية بعد انتهاء عصر الأتاوات والرشاوى، وتراجع سعر صرف الدولار، وكذلك نتيجة بدء الانفتاح الذي تشهده البلاد على الخارج.
وقد عبر عدد من المواطنين في درعا عن استغرابهم لبقاء أسعار مواد الإكساء على حالها لدى معظم المتاجر، ولا سيما مستلزمات التمديدات الكهربائية والصحية، وكذلك مستلزمات المنجور الخشبي والألمنيوم وأعمال الطلاء وغيرها، إذ إنه وعند ذهابهم لشراء أي من تلك المستلزمات لتبديل قطعة تالفة في منازلهم يجدون أن الأسعار لم تتغير.
ولفت أحد المواطنين إلى التفاوت الكبير في أسعار مستلزمات مواد الإكساء ما بين درعا والعاصمة دمشق، مبيناً أنه رافق قريباً له إلى دمشق لشراء مستلزمات تمديدات كهربائية من أسلاك ومصابيح ومفاتيح وقواطع وغيرها، وبعد المقارنة مع أسعار درعا لوحظ أن قيمة الفاتورة انخفضت بنحو الثلث أو النصف حسب نوع المادة.
وأكد صاحب مكتب عقاري ما سبق، حيث إن الأسعار في درعا لا تزال على حالها تقريباً لجهة مختلف مواد إكساء المباني، وهو أمر يزيد من الأعباء على الناس ويحجب عنهم الاستفادة من الظروف الجديدة بعد التحرير الذي أسهم بانخفاض مختلف أسعار السلع، والتي يفترض أن تكون من ضمنها مواد إكساء الأبنية.
وتطرق عدد من المقاولين إلى جانب آخر، يتعلق بتمترس أصحاب الورشات العاملة في البناء على أجورهم، ولا سيما (الطوبرجي والمعمرجي والطيان) وكذلك من يعملون بمهن التمديدات الكهربائية والصحية والطلاء وغيرها، وهو أمر غير معقول أو مقبول استمراره بعد تحسن القدرة الشرائية لليرة السورية وانخفاض تكاليف المعيشة بنحو يزيد على ٤٠٪.
نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة درعا عبد الرحمن الحريري، أشار إلى أن هناك مؤشرات على أن الواقع الاقتصادي مقبل على مرحلة تعافٍ وتحسن بعد زوال النظام البائد، والانخفاض بأسعار مختلف السلع، وخاصة الغذائية بدا ملموساً ويلاقي ارتياح جميع الناس، ولا بد لأسعار مواد البناء، بما فيها مواد الإكساء على اختلافها، أن تواكب الانخفاض الحاصل، وذلك ليستفيد المواطن لدى إكساء منزله أو ترميمه، ولينعكس بشكل عام على انخفاض أسعار العقارات الملتهبة ويساهم بتحريك أسواقها الراكدة، علماً أن المنافسة القادمة هي التي ستلعب دوراً أساسياً في السوق الحر وتخفض الأسعار، وهو أمر إيجابي، منبهاً لأهمية أن يبحث المواطن عن الأرخص ضمن هذه الفترة حتى تستقر الأسعار عند مستوى معين.