الحرية -غيداء حسن:
يعمل بعض مزارعي الأشجار المثمرة على ترميم أراضيهم، التي ربما طالتها الحرائق أو كانوا هجروها وحالياً عادوا إليها، من خلال زراعة أصناف أشجار محلية معروفة ومجرّبة، تتأقلم مع ظروف بيئتهم المناخية، والبعض الآخر يتوجه إلى تجريب أو إدخال أصناف جديدة “هجينة”، يرى أنها ذات ريعية جيدة وسريعة الإنتاج، ولاسيما أشجار الزيتون، التي تم التوسع بزراعتها خلال السنوات الماضية لما كان لها من مردود جيد.
فهل هذه الأنواع الهجينة تتلاءم مع بيئتنا، أم أنها تحتاج إلى توافر شروط معينة حتى تكون ناجحة وماذا عن عمرها الزمني؟
يبين المهندس الزراعي موسى البكر أن لدينا ثلاثة أنواع مدخلة على سوريا، كانت في البداية مدخلة إلى الشمال السوري منذ عدة سنوات، ولكن أدخلت بكثافة العام الماضي وهذا العام إلى بقية المناطق، ولاقت انتشاراً مع بداية هذا العام في منطقة الغوطة. وهذه الأنواع المدخلة ثلاثة “الأربيكانا” الإسباني، والـ”الكورناكي” اليوناني، بالإضافة لـ”الجاملك” التركي.
م.البكر: الأصناف “الهجينة” من غراس الزيتون تحتاج شروطاً لو توفرت للمحلية لكان إنتاجها أفضل
ويشير م. البكر إلى أن هذه الأنواع ليست جميعها مناسبة لبيئتنا، فمنها ما يحتاج إلى نسبة رطوبة عالية ومعدلات أمطار تتراوح بين الـ500 إلى الـ600 ملم سنوياً. أما بالنسبة لمساوئ الأصناف التي زرعت، و بالتحديد “الأربيكانا” القزمي، فإن عمره الإنتاجي قصير مقارنة مع الأصناف المحلية الممكن زراعتها، مثل الصوراني، الزيتي أو القيسي، المعري الملائمة لبيئتنا، وحتى هناك اختلافات في البيئة السورية، فكل منطقة يلائمها نوع معين.
وبمقارنة هذه الأصناف مع الأصناف المحلية، فإن إنتاجها ضعيف،واحتياجها للماء كبير جداً، كما تحتاج إلى نظام أسمدة ومكافحة أيضاً بشكل كبير جداً. فإذا أعطينا للأشجار ذات الأصناف المحلية هذه الخدمات نفسها التي يمكن أن نقدمها للأصناف الهجينة، بالتأكيد سوف تعطينا إنتاجية عالية جداً.
ولفت إلى دراسة أجريت على صنف “الجاملك” التركي، وأثبت نجاحه من خلال زراعته لخمس سنوات، فكانت البيئة مناسبة. ولكن ينصح المزارعين الذين يرغبون بالزراعة، إذا لم يكن لديهم مصدر مائي قوي لري هذه الأشجار بشكل دائم، بعدم زراعتها أبداً. إلا إذا كانت في بعض المناطق القريبة من الأنهار، لأن احتياجها المائي عالٍ جداً، وتحتاج إلى سقاية كل عشرة أيام. كما أن الأصناف المحلية الأخرى الموجودة، يمكن أن تزرع بعلاً، أما هذه الأصناف بالتحديد، فلا تزرع بعلاً أبداً.
إذاً ما يميز الأنواع الهجينة وتفضيل المزارعين لها على حساب المحلية، أن الأخيرة تحتاج من 4 إلى 6 سنوات لتدخل في طور الإنتاج. أما الهجينة، فإنها تبدأ بالإنتاج الخفيف منذ السنة الثانية وبعدها يزيد إنتاجها. فمن يريد الدخل السريع وعنده مساحات صغيرة، بإمكانه أن يزرع هذه الأصناف، بشرط توفر كل سبل الرعاية والمتابعة لأنواع هذه الأشجار.