أكثر من المتوقّع

مدة القراءة 3 دقيقة/دقائق

الحرية- باسم المحمد:
حتى أكثر المتفائلين لم يتوقع ما حدث اليوم من توقيع الاتفاقيات لتعزيز الاستثمار في قطاع الطاقة، الأمر الذي يؤكد أموراً كبيرة داخلياً وخارجياً..
داخلياً: قال السيد الرئيس أحمد الشرع أمس الأول: “من قلب حلب أعلن للعالم.. لقد انتهت حربنا مع الطغاة، وبدأت معركتنا ضد الفقر”.
وهذا يعني أن مرحلة إعادة الإعمار والالتفات إلى الشأنين الخدمي والمعيشي، قد بدأت، وتطور موقعها ضمن أولويات الإدارة السورية بعد التحرير، والنجاح في ترتيب البيت الداخلي، وتصفير المشكلات التي ورثتها سوريا من النظام البائد مع المنظومتين الإقليمية والدولية.
خارجياً: فإن التوقيع على اتفاقيات ضخمة مع شركات عالمية، يعني أننا خرجنا من مرحلة العقوبات فعلاً، وعادت سوريا إلى موقعها التاريخي كعلامة فارقة في الاقتصاد الدولي، ومحطة جذب للاستثمار العالمي.
إذاً صافرة البداية أعلنت بسبعة مليارات دولار، وهو مبلغ تاريخي في قطاع الطاقة السوري ليس فقط بحجمه، بل بسرعة إنهاء مفاوضاته، ما يشير إلى زوال زمن المساومات مع المستثمرين الدوليين، كما كان سائداً في عهد النظام البائد، إذ كان هناك عقدان الأول سري يتضمن حصص أركان النظام، وهو الأساسي، والثاني علني للاستهلاك الإعلامي..
وطبعاً ستكون الأيام المقبلة متخمة بمثل هذا الحدث، لأنه سيعطي الإشارات والضمانات للشركات العالمية، لتتهافت على سوق الاستثمار السورية العطشى، وذات العوائد المجزية، والبداية من أهم البنى التحتية للاستثمار في أي بلد (وهو الطاقة)، يعني أن البرنامج الاقتصادي قد تم وضعه، وهناك مشاريع إستراتيجية أخرى مكملة له في قطاع الوقود الإحفوري من نفط وغاز، وخدمات مكملة أخرى، كذلك مشروعات كانت عقبة الطاقة تقف في وجهها في ميادين الصناعة والزراعة والسياحة.
منذ سنوات قدرت تكلفة توليد فرصة عمل في سوريا بعشرين ألف دولار يتم استثمارها، ما يعني أن العقود التي وقعت اليوم ستوفر الآلاف من فرص العمل المباشرة، على مدى سني تنفيذ هذه المشروعات، هذا إضافة إلى مثلها بشكل غير مباشر، فهذه الاستثمارات تحتاج إلى خدمات في مجالات عدة كالنقل والطرقات والشحن البري والبحري، والغذاء والإقامة للخبراء، والاتصالات والمقاولات..
وهذا لا يعني أن نشعر بأننا خرجنا من عنق الزجاجة وأن نستكين، فطريق التعافي قد بدأ لتوه، وهناك الكثير من العمل المطلوب من السوريين ليساهموا في إعادة بلدهم إلى دوره الحضاري والتاريخي، وعليهم بمزيد من الصبر ليحصدوا نتاجاً طيباً لما كابدوه خلال عقود من الظلم والظلام.

Leave a Comment
آخر الأخبار