الحرية – نهى علي:
يكثّف المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد” التابع لجامعة الدول العربية، ومقرّه سوريا، يكثّف نشاطه البحثي باتجاه مواءمة مختلف الأصناف الزراعية مع المتغيرات المناخية الحادة، واستنباط سلالات جديدة ذات جدوى كبيرة على مستوى الاستثمار الزراعي بشقيه النباتي والحيواني.
ولفت الدكتور نصر الدين العبيد، مدير عام المركز في هذا السياق، إلى اجتماع فني رفيع المستوى تم بين خبراء المنظمة «مركز أكساد» وخبراء المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة «إيكاردا»، وذلك في مقر المركز بالقاهرة لبحث مشروعات التعاون المشترك في مجال تعميم زراعة أصناف من الحبوب أكثر تحملاً للآثار السلبية للتغيرات المناخية وخطط التعاون المشترك خلال الفترة القادمة في مجال الأمن الغذائي.
وأضاف د. العبيد في تصريح لصحيفتنا “الحرية”، أن الاجتماع تناول أيضاً التعاون بين «أكساد» و«إيكاردا» في مجال تطوير وتحسين زراعات القمح بالدول العربية بهدف تحقيق الأمن الغذائي، واستنباط أصناف أكثر تحملاً للتغيرات المناخية وأقل استهلاك للمياه وأعلى إنتاجية، مشيراً إلي أهمية دور «اكساد» و«إيكاردا» في تنفيذ برامج وحزمة إرشادية للتوسع في زراعة هذه الأصناف بالمناطق المستهدفة.
وبيّن أن اللقاء تناول استعراض آلية تنفيذ المشروع عن طريق توفير التمويل اللازم للبدء في عمل المشروع في 16 دولة عربية منها المغرب وموريتانيا والجزائر وليبيا، مع تخصيص مشروع خاص في سوريا لإعادة توطين زراعة القمح وتشجيع المزارعين علي زراعة أصناف «أكساد» و«إيكاردا»، لتقليص الفجوة الإنتاجية من القمح، وإحياء بنوك الجينات للحفاظ علي الموارد الوراثية لأصناف القمح بالدول العربية.
وأوضح مدير عام “أكساد”، أنه تم بحث آليات الإسراع بتنفيذ مشروع الحماية من مخاطر زحف الكثبان الرملية، والاستفادة من مشروعات الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية لتشغيل الآبار الجوفية بمختلف مناطق استصلاح الأراضي.
ولفت إلى أنه تم أيضاً استعراض دور المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة في تنفيذ مشروعات تنموية في مختلف المناطق من خلال وضع خريطة زراعية لاستخدامات الأراضي الجديدة والتوصية بالتراكيب المحصولية المناسبة لتحقيق التنمية المستدامة.
وأكد أن المشروعات تستهدف الاستفادة من نتائج البحوث التطبيقية لمركز «أكساد» وخبراتها في مجالات تنمية وتطوير المراعي، وتوسيع زراعة الأشجار المثمرة وزيادة إنتاجيتها، والتحسين الوراثي للثروة الحيوانية، بالتعاون مع وزارات الزراعة واستصلاح الأراضي.
وشدد مدير عام «أكساد»، على أهمية الالتزام بتنفيذ مختلف المشاريع بالمدد الزمنية المحددة بمختلف الدول العربية، وبذل الجهود للخروج بنتائج علمية وبحثية مهمة، وتكثيف التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية لتنفيذ المزيد من المشاريع التنموية، موجهاً خبراء «أكساد» بالتنسيق الدائم والتواصل مع الإدارات المعنية في الإدارة العامة لتنفيذ كافة الأعمال، بما ينعكس على جودة المشروعات وتميزها ضمن إطار العمل العربي المشترك لخدمة أهداف الأمن الغذائي.
د. العبيد: مشروعات تعاون طموحة مع وزارة الزراعة في سوريا
وكشف د. العبيد إلى مشروعات جداً مهمة يوليها المركز اهتمامه للتنفيذ في سورية بالتعاون مابين “أكساد” و”إيكاردا” ووزارة الزراعة والإصلاح الزراعي والري السورية، من شأنها الارتقاء بالقطاع ومخرجاته وفق الخطط الطموحة التي تعكف الوزارة على بلورتها حالياً.
جدير ذكره أن “أكساد” بات يشكل بيت خبرة عربياً، أثبت حضوره الكبير في سياق السعي في مختلف الدول العربية -ومنها سورية- لتجاوز الآثار القاسية التي لحقت بالقطاع الزراعي جراء قسوة الظواهر والمتغيرات المناخية.