لأول مرة منذ ثلاثة عقود.. العنف اليساري يتفوق على أقصى اليمين في أميركا

مدة القراءة 2 دقيقة/دقائق

الحرية ـ متابعة سامر اللمع:

كشفت دراسة أمريكية جديدة، صادرة عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، أحد أبرز مراكز الفكر في واشنطن، أن الهجمات ذات الدوافع اليسارية في الولايات المتحدة تخطت لأول مرة منذ ثلاثة عقود الهجمات التي ينفذها أقصى اليمين، وهو تحول لافت في مشهد العنف السياسي المحلي.
ونشر موقع «أكسيوس» الأميركي تفاصيل الدراسة التي قامت برصد وتحليل أعمال العنف والإرهاب الداخلي خلال العقود الثلاثة الماضية، مستندة إلى تحليل ما يقارب 750 هجوماً أو محاولة هجوم وقعت داخل الأراضي الأميركية بين عام 1994 وحتى تموز 2025، حيث تمت عملية التصنيف وفق الانتماءات الأيديولوجية للمهاجمين: أقصى اليمين، أقصى اليسار، الجماعات المتشددة، إضافة إلى الحركات القومية والإثنية. وأظهرت النتائج أن النصف الأول من عام 2025 شهد تفوقاً عددياً واضحاً للهجمات التي نفذها أقصى اليسار مقارنة باليمين.
وتشير الدراسة إلى أن العنف اليميني، الذي كان تاريخياً الأكثر شيوعاً والأكثر فتكاً في الداخل الأميركي، شهد تراجعاً ملحوظاً خلال هذا العام مع تسجيل هجوم يميني واحد فقط «هجوم في مينيسوتا في 14 حزيران» أسفر عن مقتل ممثلة في الولاية «ميليسا هورتمان وزوجها، وإصابة سناتور جون هوفمان وزوجته».
في المقابل، سجل اليسار المتطرف 5 هجمات أو مخططات على الأقل في النصف الأول من العام، بما في ذلك اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك في العاشر من هذا الشهر، مما يجعل 2025 أكثر السنوات عنفاً لليسار منذ أكثر من 30 عاماً.
ويعتبر هذا التطور مثيراً للاهتمام في سياق السياسات الأميركية الداخلية، إذ اعتادت أجهزة الأمن خلال العقود الماضية التركيز بصورة أكبر على مراقبة جماعات أقصى اليمين بعد سلسلة من الحوادث الدامية التي ارتبطت بها، مثل هجوم أوكلاهوما سيتي عام 1995، وأحداث اقتحام الكونغرس في 6 كانون الثاني 2021، أما اليوم، فالمشهد الأمني يبدو أكثر تعقيداً مع صعود واضح للعنف المرتبط بأقصى اليسار، ما يفرض على السلطات إعادة تقييم أولوياتها وأساليب تعاملها مع الإرهاب المحلي.

Leave a Comment
آخر الأخبار