الحرية:
..حتى خصوم ترامب الديمقراطيين، ومن قلب إدارة منافسه السابق جو بايدن، أعربوا عن إعجابهم بجرأة وضخامة الخطوات السياسية التي اتخذها ترامب في الشرق الأوسط «رغم مخاوفهم من تبعاتها» وفق ما ذكرت وكالة «أكسيوس» الأمريكية.
ونقلت الوكالة عن أحد موظفي البيت الأبيض السابقين قوله: بصراحة، أتمنى لو عملت في إدارة تستطيع التحرك بهذه السرعة، فيما أشاد نيد برايس، المتحدث السابق باسم الخارجية في عهد بايدن، بقدرة ترامب على تنفيذ قرارات كانت ستكون مستحيلة في عهد رؤساء آخرين، قائلاً إنه «يفعل كل هذا – وفي المقابل هناك صمت شبه تام – لديه القدرة السياسية على فعل ما لم يستطع الرؤساء السابقون فعله، لأنه يسيطر تماما على الجناح الجمهوري».
ووصف روب مالي، المستشار السابق لشؤون إيران في إدارتي أوباما وبايدن، نهج ترامب بأنه يثير «القلق والاحترام في آن واحد»، قائلاً: من الصعب ألّا تشعر في الوقت نفسه بالخوف من الضرر الذي قد يسببه، وبالإعجاب باستعداده لكسر كلّ هذه المحظورات الضارة.
وأكدت أكسيوس أن المسؤولين الديمقراطيين السابقين يرون أن ترامب يعمل دون اكتراث بالنقد وغير مقيد بالقيود الداخلية التي كبحت الإدارات السابقة.
وكانت وكالة «رويترز» أشارت في تقرير لها أمس الخميس إلى أنّ قرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا فاجأ حتى مسؤولي إدارته (كما فاجأ كثيرين في المنطقة).
وقال أربعة مسؤولين أمريكيين مطلعين إنّ «كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة هرعوا في محاولة لاستيعاب كيفية إلغاء العقوبات، وبعضها مفروض منذ عقود».
وأوضح مسؤول أمريكي كبير للوكالة أنّ «البيت الأبيض لم يصدر أي مذكرة أو توجيه لمسؤولي العقوبات في وزارة الخارجية أو وزارة الخزانة للتحضير لإلغاء العقوبات، ولم ينبههم إلى أنّ هناك إعلاناً وشيكاً من الرئيس بهذا الشأن».
وبعد الإعلان، كان المسؤولون في حيرة من أمرهم حول الكيفية التي ستلغي بها الإدارة الأمريكية حزما ومستويات من العقوبات، وأي منها سيتم تخفيفها ومتى يريد البيت الأبيض بدء العملية.
وذكر المسؤول الكبير أنه «حتى الوقت الذي التقى فيه ترامب بالرئيس أحمد الشرع في السعودية يوم الأربعاء، كان المسؤولون في الخارجية والخزانة لا يزالون غير متأكدين من كيفية المضي قدماً» وقال أحد المسؤولين الأمريكيين: يحاول الجميع استكشاف كيفية تنفيذ ذلك.
وفي أعقاب الإطاحة بالنظام السابق أواخر العام الماضي، صاغ مسؤولون من وزارتي الخارجية والخزانة مذكرات وأوراقاً بمختلف الخيارات للمساعدة في إرشاد الحكومة بشأن رفع العقوبات عن سوريا إذا اختارت الإدارة الأمريكية القيام بذلك وعندما تقرر ذلك.
لكن كبار المسؤولين في البيت الأبيض والأمن القومي، وكذلك بعض المشرّعين، ناقشوا لأشهر ما إذا كان ينبغي من الأساس تخفيف العقوبات. وقال المسؤول الأمريكي الكبير إنه «قبل رحلة ترامب إلى السعودية، لم يكن هناك أي مؤشر واضح، على الأقل بالنسبة للمسؤولين الذين يعملون على العقوبات داخل وزارتي الخارجية والخزانة، على أن الرئيس قد اتخذ قراراً.