الحرية – ياسر النعسان:
من سهول حوران وسنابل قمحها الذي تهوي إليه المناجل بفضل سواعد فلاحيها الخيرين على أنغام أهازيج الحصاد التي يتغنى بها الحصادون ومن بيادرها التي يلمع فيها ذهب قمحها الذي يطحن لتحولها حرائر حوران لأكلة الرقاقة التي تسمى لدى بعض البلدات بالمكامير و التي تعد من الأكلات الحورانية التراثية التي يتميز فيها أهل حوران ويفخرون بتقديمها لضيوفهم اذ يعدّونها أحد معالم كرم الضيافة إضافة لبعض الأكلات التراثية الأخرى كالمليحي وغيرها.
حبة البركة
المواد الأساسية لهذه الأكلة يتم عجن الطحين مع وضع البهارات الخاصة بهذه الأكلة على خليط العجين كحبة البركة واليانسون والشمرا والسمسم وبعد تجهيز العجين يتم طبخ اللحم المقطع شرحات أو الفروج مع وضع التوابل الخاصة بها ثم تحضر الصواني الخاصة ليتم وضع زيت الزيتون في أرضية الصينية كي لا يلتصق العجين بأرض الصينية ثم تقوم السيدة بتقطيع العجين من أربعة إلى خمس قطع عجين لكل صينية ليتم مد القطعة الأولى على حجم الصينية بشكل دائري لتقوم السيدة بوضع بعض اللحم أو الفروج على وجه العجين ثم تضع قطعة العجين الثانية الممدودة بشكل دائري على مساحة الصينية وتضع عليها أيضاً اللحم أو الفروج وهكذا جميع القطع بنفس الطريقة مع مسح كل قطعة بالزيت ووضع بعض اللحم أو الفروج عليها وهكذا حتى تمتلئ الصينية ليتم إغلاق آخر طبقة عليها اللحم أو الفروج بطبقة عجين لتكون غطاء للمكونات جميعها لتقوم السيدة بإنجاز عدد من الصواني حسب عدد الضيوف والمعازيب ( أهل البيت ) لتنتقل السيدة لوضع الصواني في الفرن حتى تصل لدرجة التحمير ثم تقطعها على شكل مثلثات لتكون جاهزة للأكل وتنتقل لتحضير اللبن بالزبادي وتقدمها للضيوف .
كرم الضيافة
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأكلة تُحضر للضيوف أحياناً ولاسيما من خارج المحافظة منها من باب كرم الضيافة والجود أو لتعريفهم بتراث حوران وأحيانا أخرى للمة العيلة التي تتم غالباً يوم الجمعة لتكون مناسبة طيبة لبث الحب والاحترام والتقارب بين أفراد الأسرة ولبث روح الألفة بين أفرادها
كادت تنقرض.
ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذه الأكلة كادت أن تنقرض بعهد النظام الأسدي المجرم نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي ألمت بالناس نتيجة نهب اقتصاد البلاد من قبل العصابة الأسدية المجرمة إضافة للخوف والرعب الذي كان يسببه القصف العشوائي على المدن والبلدات المختلفة في حوران وكذلك من البراميل المتفجرة التي كان النظام المجرم البائد يسقطها على الأهالي والتهجير القسري للناس لتعود وتحيا مجدداً بعد تحرير سورية من رجس المجرمين وانتصار ثورتنا العظيمة .
يذكر أن هذه الأكلة الحورانية التراثية تختلف تماماً عن أكلة المسخن التراثية الفلسطينية التي تعتمد على الخبز الجاهز وليس العجين .