الحرية – وداد محفوض:
ارتفعت أسعار البطاطا في أسواق طرطوس إلى ما يقارب عشرة آلاف ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، لتسجّل رقماً غير مسبوق منذ أشهر طويلة، واضعة المستهلك أمام خيار صعب بين الحاجة اليومية والقدرة الشرائية المتراجعة.
وخلال جولة لمراسلة صحيفتنا “الحرية” لأسواق الخضار في طرطوس بدا واضحاً أن الإقبال على شراء البطاطا محدود جداً، حيث تراوح سعر الكيلو الغرام بين 7 إلى 10 آلاف للبطاطا المالحة، وأشار بعض الباعة إلى أن السبب الرئيسي وراء الارتفاع يعود إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، وبالتالي زيادة في أجور النقل وتراجع في الإنتاج المحلي.
في المقابل رأى عدد من المواطنين، أن غياب الرقابة التموينية جعل الأسواق عرضة للفوضى والاستغلال، معتبرين أن بعض التجار يستغلون حاجة الناس لرفع الأسعار، وعبروا عن استغرابهم لوصول أسعار البطاطا لهذا الحد، التي كانت تُعرف بـ “أكلة الفقراء” أغلى من بعض أنواع الفواكه، في وقت لم تعد فيه أوضاعهم المعيشية تحتمل مزيداً من الغلاء.
من جانبه أكد رئيس اتحاد الفلاحين في طرطوس رائد مصطفى أن انتهاء الموسم المحلي، وقلة المعروض هما السببان الرئيسان وراء ارتفاع الأسعار، موضحاً أن موسم البطاطا الصيفي ينتهي عادة في أواخر تشرين الأول، ولم يبدأ بعد موسم الزراعة الشتوي، ما يجعل السوق تعتمد على الكميات المخزّنة أو الواردة من المحافظات الأخرى، الأمر الذي يؤدي إلى نقص المعروض وارتفاع الأسعار.
ونوّه مصطفى أن ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل نتيجة زيادة أسعار المازوت والأسمدة والبذار أثر بشكل مباشر في تكلفة الزراعة والنقل، مؤكداً أن ارتفاع أسعار المحروقات أدى إلى زيادة أجور الشحن بين المحافظات، وهو ما انعكس على السعر النهائي للمستهلك.
إضافة لتراجع قيمة الليرة السورية وتدهور سعر صرفها مقابل الدولار، جعل تكلفة الإنتاج والتوزيع أعلى حتى بالنسبة للمنتجات المحلية، لأن معظم مستلزمات الزراعة إما مستوردة أو مسعّرة بالدولار.
وأشار إلى أن ضعف الرقابة التموينية واحتكار بعض التجار لمادة البطاطا خلال فترات قلة المعروض، ساهما في رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه لتحقيق أرباح إضافية.
وبيّن مصطفى أن العوامل المناخية والموسمية تؤثر بدورها في أسعار البطاطا، موضحاً أن الأحوال الجوية غير المستقرة في أواخر الخريف مثل “الرطوبة العالية أو الأمطار المبكرة” تؤثر في تخزين البطاطا وجودتها، ما يقلل الكميات الصالحة للبيع ويزيد الأسعار.
وختم حديثه بالتأكيد على أن الارتفاع الحالي مؤقت وموسمي، ومن المتوقع أن تنخفض الأسعار مع بداية طرح إنتاج العروة الشتوية في الأسواق خلال شهري كانون الأول وكانون الثاني، مع تحسن المعروض من الإنتاج المحلي الجديد.