الحرية- باسمة إسماعيل :
في بادرة غير مسبوقة في ريف جبلة، افتتح الشاب جعفر أمون من سكان بلدة عين الشرقية في ريف جبلة، مدينة ألعاب مصغرة تحت اسم “ألعاب النجم” في ساحة عين الشرقية (ساحة النبع الشرقية)، بهدف إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال الذين حرموا من أبسط مظاهر الطفولة بسبب ظروف الحرب في زمن النظام البائد والضائقة المعيشية.
صحيفتنا “الحرية” تواصلت مع صاحب المبادرة جعفر أمون وتحدث مبيناً أنه حرص على افتتاح المشروع في أول أيام العيد، حيث تضم المدينة تسع ألعاب بسيطة تشمل المراجيح و”الزحاليط” والكراسي الدوارة والهزازة بأشكال محببة للأطفال كالدلفين والبط، وتفتتح مدينة الألعاب أبوابها من الساعة الرابعة عصراً حتى الثانية عشرة ليلاً.
وأضاف أمون: أدام الله المحبة والفرح والسلام، لا يوجد شعور أجمل من إسعاد طفل ورسم الضحكة على وجهه، وبلسمة قلوب أهاليهم لتمكينهم من زرع البهجة فيهم، هذه المبادرة نابعة من القلب، وهدفها أن يرى الكثير من أطفال قريتي والقرى المجاورة الألعاب، التي لطالما شاهدوها فقط على الشاشات، وأسميتها “ألعاب النجم” على اسم ابني نجم، فكما النجم يضيئ في السماء أحببت أن أضيئ الفرحة على وجوه الأطفال.
فرصة فرح وفرصة عمل
وتابع: لم تقتصر المبادرة على توفير الألعاب فحسب، بل سعيت إلى توفير فرص عمل للبعض خلال فترة العيد، ببيع بعض الأطعمة والمرطبات مثل (الفول- البوشار- البوظة- غزل البنات- محمرات…الخ)، من خلال علاقتي بالمجتمع الأهلي، لإرساء وإحياء فكرة التعاون المجتمعي الذي كان سائداً وقت أبائنا وأجدادنا.
ولفت إلى أنه يقوم بإعطاء تذاكر مجانية للأطفال الذين يقفون متفرجين، ممَن لا يملك ثمن التذكرة الرمزية ألفي ليرة سورية لمدة ربع ساعة، عبر إشراكهم مع الأطفال الأخرين، ودمجهم معهم.
وأشار إلى أن الفكرة بدأت من تجربة صديق له يعمل في تصنيع هكذا ألعاب، وتحولت إلى شراكة لصنع هذا المشروع المتواضع، مبيناً أن استمراره متوقف على إيجاد مكان مناسب بعد العيد والوضع الاقتصادي للأهالي، ومن الممكن في المستقبل تحويل هذه الألعاب اليدوية إلى ألعاب كهربائية في حال توفرت مساحة دائمة.
امتنان ومساندة محلية
وشكر جعفر بلدية عين الشرقية على موافقتها على وضع الألعاب في الساحة خلال فترة العيد فقط، كمساهمة منها في نشر الفرح بين الأطفال، مؤكداً التزامه بسلامة الألعاب وملاءمتها لأعمار الأطفال.
فرحة لا تقدر بثمن
وعبر مَن التقتهم “الحرية” عن امتنانهم الكبير لمبادرة الشاب جعفر، وذكر أحد الآباء أن هذه الألعاب أزاحت عن كاهله تأنيب الضمير، لعدم تمكنه من شراء ثياب العيد لأطفاله، لكن الآن استطاع إسعادهم ببعض اللعب والمرح.
فيما أوضح آخر أن اصطحاب طفليه إلى مدينة جبلة للترفيه، كان يتطلب حوالي /٥٥/ ألف ليرة سورية للمواصلات فقط، مؤكداً أنه بهذا المبلغ سيتيح لطفليه فرصة الفرح طيلة أيام العيد مع شراء بعض الأطعمة والمرطبات.
فيما أشار آخرون إلى أن مبادرة “ألعاب النجم” ليست مجرد مدينة ألعاب مؤقتة، بل رسالة إنسانية تعكس روح التكافل في المجتمع الأهلي، وتثبت أن الفرح يمكن أن يصنع بالإرادة والحب، لا بالميزانيات الضخمة.