ألغام نتنياهو في طريق خطة ترامب.. فهل تنجح؟

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية – دينا الحمد:

كثيرة هي الخطط الدولية، التي سبقت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف الحرب على غزة، وكثيرة هي الاتفاقات والمبادرات التي أطلقتها أكثر من عاصمة لإنهاء الصراع العربي – الإسرائيلي برمته، مثل المبادرة العربية للسلام التي أطلقها يوماً الملك عبد الله بن عبد العزيز حين كان ولياً للعهد، لكن جميع تلك الخطط والمبادرات والاتفاقات ذهبت أدراج الرياح بسبب تعنت إسرائيل وتهربها من استحقاقات السلام العادل والشامل الذي يفرض الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، ويعيد الحقوق المسروقة إلى أصحابها.
اليوم يتساءل كثيرون: هل ستنجح خطة ترامب في غزة؟ وهل ستصمد بنودها طويلاً أم إن إسرائيل ستتهرب لاحقاً من منها كعادتها وستظل عيونها على احتلال غزة وإخضاعها لإرادتها وسطوتها؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال المهم لابد من الإشارة إلى أن التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة ترامب حول وقف الحرب على قطاع غزة ينتظر البدء بتطبيق الخطوات العملية للاتفاق، فالعبرة بالتنفيذ وليس فقط بالإعلان عن الاتفاق.
فالمرحلة الأولى تشمل وقفاً لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى حركة حماس، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى المواقع المتفق عليها، ويتوقع الكثير من المحللين تنفيذ معظم هذه البنود، أي وقف النار وإطلاق الرهائن خلال هذا الأسبوع، ولكن ستراوغ إسرائيل في عملية انسحاب قواتها إلى الخط المتفق عليه، أو ربما تنسحب من هنا وتبقى هناك كما اعتاد العالم على سياساتها المراوغة والقادمة تحت مصطلحات إعادة الانتشار.
وفي موضوع الأسرى أكدت حركة حماس أنها ستفرج عن 20 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة دفعة واحدة في مقابل إطلاق إسرائيل سراح أكثر من ألفيْ أسير فلسطيني، هم 250 يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة، و1700 اعتُقلوا منذ بدء الحرب قبل عامين، فهل ستلتزم إسرائيل بهذا البند حرفياً أم إنها ستراوغ وتتهرب مجدداً من استحقاقاته؟
وفي البند الخاص بالأسرى الإسرائيليين الأموات، قال مسؤول مطلع لصحيفة نيويورك تايمز إن رفات نحو 28 محتجزاً سيُعاد على مراحل لأن تحديد مكان بعضهم سيستغرق وقتاً أطول، وهنا ربما يعود نتنياهو إلى التملص من بنود أخرى بحجة التأخير في إعادة جثث هؤلاء الذين قتلوا بسبب القصف الإسرائيلي كما يعلم الجميع.
وفيما أعلن أكثر من مصدر فلسطيني أن عملية التبادل هذه ينبغي أن تتم في غضون 72 ساعة من بدء تنفيذ الاتفاق، الذي تم بموافقة الفصائل الفلسطينية، يعتقد كثيرون أن إسرائيل ستلعب على الوقت ولن تلتزم بدقائقه.
وفي تفاصيل بنود الاتفاق الأخرى نجد أنه ينص أيضاً على إدخال 400 شاحنة مساعدات كحد أدنى يومياً إلى غزة خلال الأيام الخمسة الأولى بعد وقف إطلاق النار، فيما ستتم زيادتها في الأيام التي تليها، وكلنا يعلم كم راوغت إسرائيل وكم كذبت بموضوع المساعدات خلال حربها على غزة، بل رأيناها وهي تقصف كل من يحمل المساعدات أو من يحاول الوصول إليها.
وليس هذا فحسب بل يقضي الاتفاق بعودة النازحين من جنوب القطاع إلى مدينة غزة -وسط، وشمال القطاع فور بدء تنفيذه، وهنا نتساءل كيف سيتحمل المتطرفون بكيان الاحتلال هذه العودة وهم من خططوا لإفراغ غزة من أهلها وتهجيرهم إلى مصر والأردن بل إلى دول بعيدة؟
باختصار كل بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة تمر بحقول ألغام نتنياهو، بدءاً من وقف الحرب والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين إلى دخول المساعدات، فما بالنا بالمراحل التالية من الاتفاق التي تفترض إحلال السلام العادل والشامل والاعتراف بحقوق الفلسطينيين التي لا وجود لها في قاموس المتطرفين الإسرائيليين؟

Leave a Comment
آخر الأخبار