أنغام الكلمات تتلاقى.. تسعة شعراء في رحلة غزل وإبداع بطرطوس

مدة القراءة 6 دقيقة/دقائق

الحرية – ثناء عليان:

أقام اتحاد الكتاب اليوم ظهرية شعرية بالتعاون مع مجلة البنفسج العراقية شارك فيها تسعة شعراء من طرطوس واللاذقية وحلب والرقة، أبدعوا بقراءة قصائد تنوعت بين العمودية وقصيدة النثر، وجميع هذه القصائد كانت غزلية.
ومع انطلاق الأمسية، بدأت الكلمات تتراقص على مسامع الحاضرين. البداية كانت مع رئيس اتحاد الكتاب العرب لفرع طرطوس الشاعر منذر عيسى حيث أكد أهمية الكلمة في بناء سوريا، وعلى ضرورة العمل لبقائها واحدة موحدة، وفي كلمة للشاعرة سمر إبراهيم مدير مكتب طرطوس لمجلة البنفسج الورقية رحبت خلالها بعشاق الثقافة والأدب، وبالشعراء الذين جاؤوا من المحافظات البعيدة حاملين قصائدهم وحروفهم، مستذكرة الشاعر أحمد سيف الشيخ نائب رئيس تحرير مجلة البنفسج، الذي رحل باكراً تاركاً وراءه عبق المحبة وبصمة الحرف، فقالت: نم قرير العين أيها الحاضر، فذكراك ستظل تزهر في صفحاتنا وحروفك ستبقى حية، ما دام للشعر قلب ينبض، وللحياة أفق يتسع.
وكما لكل شمعة ضوءها الخاص كذلك لكل شاعر قاموسه ولغته وأسلوبه، إذ كانت البداية مع الشاعر علي إبراهيم أحمد حيث ألقى قصيدتان الأولى عمودية كلاسيكية بعنوان “عتاب”، والثانية بعنوان “طفلة قلبي” تنتمي لقصيدة التفعيلة، وفي تصريح خاص لـ “الحرية” قال: كنت ومازلت وسأبقى أتغنى بالشعر ما حييت، فهو غذاء الروح، وتكمن أهمية هذه المشاركة بالنسبة له كونها برعاية اتحاد الكتاب العرب، لأن من يحضر يأتي ليستمع ويستمتع بالتذوق الجمالي للقصائد.
ومن علي إبراهيم أحمد انتقل الحضور إلى تجربة أخرى مليئة بالعاطفة والجمال الصوتي، حيث قدم الشاعر والأديب خطيب مطر القادم من الرقة قصيدة بعنوان “قل عني ما تشاء” تحدث فيها بصوت الأنثى التي تشعر بحاستها السادسة خيانة حبيبها لها، فيقول فيها: قل عني ما تشاء.. لملم أشياءك وأرحل.. يكفيني شقاء وعناء.. مزق صوري.. أرشيفي.. فكل ما كتبته لك هباء هباء.. قل عني ما تشاء.. قاسية.. عنيدة.. لا ترحم.. من لم يجدها استثناء.. حرقتك في قلبي..
وعلى سواحل اللاذقية، كانت الكلمات تأخذ مسارًا مختلفًا مع القاص محمد شخيص، طالب في كلية الآداب – قسم التاريخ بجامعة اللاذقية، بدأت رحلته مع الكتابة منذ الصغر، شارك بقصة قصيرة بعنوان “ما بعد الفراق” بلغة سردية مفعمة بالصور الشعرية، تحكي عن شاب يكتشف خيانة الفتاة التي يحبها له، ولكن يتخطى هذه الحالة دون أن تترك أي أثر سلبي على حالته النفسية، محمد شخيص يخط اليوم روايته الأولى “جزيرة القرين” التي ستصدر قريباً، يشكل هذا اللقاء له حافزاً للاستمرارية في الكتابة والإبداع، شارك في مهرجانات وفعاليات ثقافية عديدة، ونال تكريمات عدّة تقديراً لعطائه الأدبي.
وبالقرب منه، أسهم الشاعر أكثم صالح في إثراء الأمسية بمشاعر شعرية لامست الروح، حيث قدم قصيدة وصدرت له مجموعة قصصية، ويستعد لإصدار ديوانه الشعري الأول قريبًا، شارك بملتقيات أدبية وبمهرجانات شعرية داخل سوريا وخارجها، وكان محكمًا في عدد من المسابقات العربية في مجال القصة، نال جوائز العديد من الجوائز المحلية والعربية، تقديراً لإبداعه في مجال السرد والشعر.
ومن الشعر إلى الزجل، تألق شمس الدين سعيد بتقديم تجربة مميزة، حيث ألقى قصيدة قال فيها: شو هالوجوه النيرة شو ها اللطافة يا محلا الورد خجلان عخدودكم غافي خلو القمر سهران عكتاف الروابي مابدنا نور وجوهكم كافي.. بلقاكم بين أهلي بحس حالي.. أجمل وجوه منورة طلت قبالي.. ما احلاكم يميني وعن شمالي متل ورد الجناين بالربيع وجو صافي. ويرى الشاعر شمس الدين سعيد في هذا اللقاء الذي يجمع شعراء من مختلف محافظات القطر في هذه المرحلة الحرجة التي نمر بها تأكيد وحدة الشعب السوري وتماسكه ورفض كل أنواع التفرقة والتقسيم، وخاصة ان الشعراء والأدباء اصحاب الكلمة التي تدعو الى التلاقي والتماسك والتآخي.
واستكملت الشاعرة مها شقرا رحلة المشاعر بتقديم نصوص وجدانية، حيث شاركت بقصيدتين نقتطف من قصيدتها “بريق أمل” وهي قصيدة نثرية وجدانية: ضاعت مني العبرات… واستوطن طيرٌ صغيرٌ.. في قلبي.. على حافّاتِ الأزمنة.. صَرعْتُ الوقت.. مازلتُ… طفلةً أرغبُ بالكثيرِ منَ النجاحات والفرح سحبتهُ متثاقلاً… كانَ يهوي على الأرصفةِ متشرذماً ضممتهُ.. وضممتهُ …حدَّ التعب.. لن تفارقني أبداً غيَّرتُ كلَّ أنظمتي …بَدَّلتُ كلَّ أشيائي.. وهجرتُ كل من كان يوماً.. في سلامي…

ومن طرطوس إلى عبير البنفسج وغار حلب، جاء الشاعر مهند الطوفي ألقى قصيدة بعنوان “اعتراف” نقتطف منها: أتيتُ إليكِ.. أدلي باعترافي.. وقولُ الشعرِ تنظمه القوافي.. وفي عينيكِ.. أبقى في هيامي.. وبحرُ الحبِّ ليس لهُ مرافي.. أبوحُ.. بما أكنُّ بنبضِ قلبي.. وأجملَ ما تحسُ به شغافي.. فلونُ الوردِ في الخدَّينِ حلوٌ.. وأجملَ أن يظلَّ بلا قطافِ.. وعيني في السماءِ.. لعلَّ بدراً.. يهلُّ بنوركِ الوضاءِ..صافي لتحلو فيهِ أنغامُ القوافي.. وأشواقٌ تحنُّ إلى الفيافي.. وروحي إذْ تناجيكِ.. تعالي بحبِّكِ.. لا أخافُ فلا تخافي.
واختتمت الأمسية بتوقيع ديوان جديد يكرس حب الكلمة والغزل، حيث تم توقيع ديوان “من وحي الشمائل” للشاعر جابر صبح، وهو مولوده الأول، يضم بين دفتيه أربعين نصاً شعرياً، يحمل الهمّ الوطني والإنساني إضافة إلى قصائد حب وغزل، ويستعد لطباعة ديوانه الثاني، حيث ألقى قصيدة غزلية بعنوان “ملاك دونها زحل”، وينحدر الشاعر صبح من عائلة عريقة في الأدب والشعر، بدأ إبداعه الشعري في المرحلة الإعدادية، وشارك بالعديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية التي نالت استحسان النقاد والشعراء.

Leave a Comment
آخر الأخبار