الحرية – ميمونة العلي:
نحتاج لعلاج مؤسساتي كامل بتأمين الحاجات الأساسية لضحايا العنف والناجين من المعتقلات على وجه الخصوص وهذا يتطلب تدخلاً حكومياً قوياً إذ لا يمكن الانتقال إلى الخطوة الثانية دون تأمين الحاجات الأساسية بحسب هرم ماسلو هذا ما أوضحه المحاضر د.عبد الفتاح الحميدي استشاري العلاج النفسي في ورشة عمل بعنوان:(أهمية التعافي النفسي بعد الأزمات في مجتمعنا السوري)، والتي دعت لها جمعية النجاة الخيرية بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في حمص بعد ظهر اليوم. وقد تناولت الورشة محاور عدة، وهي: أهمية الصحة النفسية في المجتمع السوري حالياً، والحديث عن أكثر الفئات المتضررة نفسياً، والتحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهها الناجون والناجيات من الاعتقال وأسرهم، وختام محاور الورشة مع استراتيجيات التأهيل النفسي والاجتماعي في الصحة النفسية.
وفي تصريح خاص لصحيفة الحرية بيّن الدكتور عبد الفتاح الحميدي أنه بحسب منظمة الصحة العالمية لكي يكون الإنسان صحيحاً نفسياً يجب أن يكون لديه ثلاثة معايير، وهي أولاً الصحة المجتمعية أي أن يتمتع بعلاقات صحية مع الآخر ومتصالحاً مع الذات، والمعيار الثاني هو الصحة النفسية بأن لا يكون هناك قلق واضطرابات ما بعد الصدمة وأن يتمتع بقدرات تطوير مهارات الذات وحل المشكلات ومساعدة الآخرين ومهارات تواصل وحصانة نفسية.
وأضاف: إن المعيار الثالث هو الصحة الجسدية فالمعروف أن ٨٠٪ من الأمراض منشؤها نفسي، وبيّن أن الورشة تطرقت للفئات الأكثر تضرراً وهم النساء والأطفال فأكثر عدد يراجع عيادة الطب النفسي هم أطفال اضطراب الطيف التوحدي بسبب الظروف التي عاشتها الأم عدا عن الظروف والسلوكيات التي عاشها الطفل في سنواته الأولى حيث يؤكد علم النفس أن الطفل الذي عاش العنف سوف يطبق العنف على محيطه في الكبر.
وتحدث د. الحميدي عن العلاجات السايكولوجية النفسية للناجين والناجيات ضحايا التعذيب التي تبدأ بالعلاج الجسدي ثم تقديم العلاج النفسي، مبيناً وجود أكثر من ١٠٠٠ تقنية علاجية لكل الأشخاص بمن فيهم للناجين والناجيات من ضحايا العنف، حيث تطرق لبرنامج العلاج السلوكي والعلاج المجتمعي والعلاج العقلاني والعلاج الجسدي بعد تقييم الحالة.
وفي تصريح مماثل بيّن الدكتور عبد المسيح دعيج رئيس مجلس إدارة جمعية النجاة الخيرية أن الهدف من الورشة الوصول إلى برنامج تأهيل نفسي واجتماعي بالتوازي مع برنامج للتمكين الاقتصادي لتكون هذه الورشة بداية انطلاقة لمشروعنا عن طريق جمعية النجاة الخيرية، وقد قمنا بتوزيع استمارات للراغبين من الحضور ليتم التواصل معهم ضمن هذا البرنامج ومن خلال الاستبيان سنتوصل إلى خطوات علاج متكامل.