أهميته وفوائد “الإرضاع الوالدي” للأم والطفل في ثقافي طرطوس

مدة القراءة 4 دقيقة/دقائق

الحرية ـ ثناء عليان:

أقام المركز الثقافي في طرطوس، بالتعاون مع مديرية الصحة، محاضرة توعوية عن “الإرضاع الوالدي” قدمتها الدكتورة ديمه حسن ماجستير في طب الأطفال واختصاصية في مركز المينا الصحي، تحدثت فيها عن فوائد الإرضاع الوالدي للأم والطفل، وما يقدمه من تغذية مثالية ومتوازنة لهما، كما يقوي المناعة ويقلل خطر الإصابة بالإنتانات التنفسية والإسهالات ومتلازمة موت الرضيع المفاجئ ( SRDS المجهول السبب، ويقلل من الربو والسكري والسمنة لاحقاً ويؤمن تطوراً عصبياً ونفسياً أفضل، لكون حليب الأم يحتوي على دهون أهمها “DHA”، وتعزز العلاقة العاطفية مع الأم وتعزز الأمان عند الطفل.

تأثير الرضاعة الطبيعية

وبينت حسن أن الرضاعة الطبيعية تؤثر على انقباضات الرحم، من خلال إفراز هرمون الأكسيتوسين (الهرمون المسؤول عن المشاعر الإيجابية في الجسم)، هذا الهرمون يحفز انقباضات الرحم، “تقلصات بعد الولادة” هذه الانقباضات تساعد في: تنظيف الرحم من بقايا المشيمة، والتقليل من النزيف، وهو أمر مهم يقلل من وفيات الأمهات، ويساعد برجوع الرحم لحجمه الطبيعي بشكل أسرع، ويسهم في التقليل من التعرض لسرطان الرحم والثدي أقل بكثير من النساء اللواتي اعتمدن على الإرضاع الصناعي، وتساعد الرضاعة الطبيعية في منع الحمل عن طريق تحفيز إفراز هرمون البرولاكتين الذي يمنع الإباضة، كما أنه يساعد الأم على استعادة الوزن وحرق الدهون المتراكمة خلال الحمل.
مكونات وميزات حليب الأم
وعن مكونات حليب الأم ذكرت حسن أنه غني بالبروتينات السهلة الهضم مثل اللاكتوفيرين وألفا ألبومين، وغني بالشحوم مصدر للطاقة والنمو الدماغي مثل DHA، والسكريات اللاكتوز وHMOs، كما يحتوي على الأضداد IgA ، وعوامل مناعية، وعلى أنزيمات وهرمونات تساعد على النضج الهضمي والمناعي، إضافة إلى وجود خلايا حية كريات دم بيضاء وبكتيريا نافعة )ميكروبيوم).
وعن ميزات حليب الأم، أكدت حسن أن حليب الأم غير ثابت ويتغير حسب حاجات الطفل وحسب عمره، ويتغير تركيب الحليب خلال الرضعة، اللبأ colostrum يفرز أول 3 – 5 أيام بعد الولادة لونه أصفر وكميته قليلة وغني بالأضداد، الحليب الانتقالي transitional milk من اليوم 5 – 14 بعد الولادة ويحتوي على نسبة من الدهون والسعرات الحرارية، أما الحليب الناضج mature milk : فيبدأ بنهاية الأسبوع الثاني بعد الولادة ويحتوي على ماء بنسبة 88%، وسكريات 7%، شحوم 5%، بروتين 1%.

الفرق بين الطبيعي والصناعي

أما الفرق بين حليب الأم والحليب الصناعي، فالأخير لا يحوي أضداداً، وصعب الهضم، وتركيبته ثابتة، يحتاج لتعديل درجة الحرارة، وغالي الثمن، أما حليب الأم فيحوي مكونات طبيعية، وأضداداً، وسهل الهضم يتكيف مع نمو الطفل ودرجة حرارته مناسبة دائماً، ومجاني.
وتطرقت إلى تقنيات الإرضاع السليم وتتمثل بضرورة أن تكون وضعية الأم مريحة وداعمة، كما يجب حمل الطفل بحيث يكون وجهه مقابل الثدي، والتأكد من الالتقام الجيد لحلمة الثدي والهالة.
وبينت حسن أن دور الكادر الطبي والتمريض مهم جداً ويبدأ خلال الحمل بالتوعية وشرح أهمية وفوائد الرضاعة، وتقديم الدعم النفسي والمعنوي خصوصاً في الأيام الأولى، والإشراف والتصحيح، من خلال تقنيات الإرضاع والتدخل بشكل مبكر عند وجود مشاكل مثل تشققات الحلمة.
بالنسبة للرضاعة الطبيعية لدى الخدج أكدت حسن أن أطفال الخدج يحتاجون لعناية مضاعفة، مشيرة إلى أن حليب الأم للخدج يختلف فهو )أغنى بالبروتينات والأضداد (، يتناسب مع حاجيات الطفل، ويقلل من خطر الإصابة بالتهاب الأمعاء والكولون النخري ودعم النمو العصبي.

موانع الرضاعة الطبيعية

أما موانع الرضاعة الطبيعية فتكون عند الأم المصابة بسل فعال غير معالج، وعدوىHIV، وعدوىHTLV 1,2، وعند استخدام أدوية معينة مثل الأدوية الكيميائية، و إذا كان لديه غالاكتوزيميا – فينيل كيتون يوري.
ولفتت إلى توصيات منظمة الصحة العالمية والتي تتضمن البدء بالإرضاع خلال الساعة الأولى بعد الولادة، والرضاعة عند الطلب، إرضاع والدي خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة، الاستمرار بالإرضاع مع تقديم أغذية تكميلية بعد الشهر السادس وحتى عمر السنتين.
وفي الختام أكدت الدكتورة ديمه حسن أن الرضاعة الطبيعية ضرورة صحية للأم والطفل، لذلك يجب تعزيز التثقيف والدعم في المستشفيات والمراكز الصحية، لإنجاح الرضاعة الطبيعية.

Leave a Comment
آخر الأخبار